للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشدوا في بعض الشجعان مات حتف أنفه (١):

جاءته من قِبل المَنُونِ (٢) إشارةٌ … فهوى صريعًا لليدين وللفمِ

ورمَي بِمُحْكَمِ دِرْعِهِ وَبِرُمْحِهِ … وامتدَّ مُلَقى كالفنيقِ (٣) الأعْظَمِ

لا يستجيبُ لصارخٍ إِنْ يَدْعُهُ … أبدًا ولا يُرجى لخطبٍ مُعْظمِ

ذهبتْ بسالتُهُ (٤) ومرَّ غرَامُهُ (٥) … لمّا رأى خيلَ المنيةِ تَرْتَمِي

يا ويحَهُ (٦) مِن فارسٍ مَا بَالهُ … ذهبتْ مروتُهُ ولما يُكلم (٧)

هذِي يَدَاهُ وهذِهِ أعضاؤه … ما مِنْهُ مِنْ عُضْوٍ غدا بِمثْلم (٨)

هَيْهَاتَ ما خيلُ الردى مُحْتاجَةٌ … للمَشْرِفِي (٩) ولا السنانِ اللَّهْذَمِ (١٠)

هي ويْحَكُمْ أَمرُ الإلهِ وحُكْمُه … والله يقضِي بالقضاءِ المُحْكمِ

يا حَسْرة لو كان يُقْدَرُ قدرُها … ومصيبةٌ عَظُمتْ ولمّا تعْظُمِ


(١) في (ع، ظ): وأنشدوا.
(٢) المنون والمنية: الموت. الصحاح للجوهري ٦/ ٢٢٠٧، ٢٤٩٧.
(٣) الفنيق: هو الفحل المُكرَم، الذي لا يُركب ولا يُهان، وناقة فُنق أي فتية، سمينة.
الصحاح ٤/ ١٥٤٥، لسان العرب لابن منظور ١٠/ ٣١٣.
(٤) البسالة: الشجاعة، الصحاح ٤/ ١٦٣٤.
(٥) كذا في (الأصل) و (ع، والعقابة لأبي محمد عبد الحق): غرامه، والغرام هو الولوع بالشيء، الصحاح ٥/ ١٩٩٦ فعلى هذا يكون المعنى: ذهبت بسالته ومر ولوعه بالقتال وخوض الحروب، وفي (ظ): عرامه: والعُرَام: الشدة، والقوة، والشراسة. انظر: الصحاح ٥/ ١٩٨٣؛ لسان العرب ١٢/ ٣٩٥، وهناك احتمال أن يكون صواب الكلمة (عُرَامه) كما في (ظ) ثم تصحفت الضمة التي على العين إلى نقطة والذي يساعد على صحة هذا الاحتمال قوة مناسبة كلمة (عُرامه) لمعنى البيت.
(٦) ويح: كلمة رحمة. الصحاح ١/ ٤١٧.
(٧) الكَلْمُ: الجراحة، والجمع: كُلُومٌ وكِلام الصحاح ٥/ ٢٠٢٣ - لم يُكلم أي لم يُجرح -.
(٨) الثُلْمةُ: الخلل في الحائط وغيره، يُقال: في السيف ثَلْمٌ، وفي الإناء ثلمٌ إذا انكسر من شفته شيءٌ. الصحاح للجوهري ٥/ ١٨٨١ - والمراد لم ينكسر منه أي عضوٍ من جسمه -.
(٩) المشرفي: السيف، الصحاح ٤/ ١٣٨٠.
(١٠) اللهذم من الأسنة: القاطع، الصحاح ٥/ ٢٠٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>