للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

دخل حائطًا وأمرني بحفظ باب الحائط فجاء رجل يستأذن فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فإذا أبو بكر، ثم جاء آخر يستأذن، فقال: ائذن له وبشره بالجنة، فإذا عمر، ثم جاء آخر يستأذن، فسكت هنيهة، ثم قال: ائذن له وبشره الجنة على بلوى تصيبه فإذا عثمان بن عفان"، لفظ البخاري (١) ذكره في مناقب عثمان.

وقد قيل: إن الصحيح في مقتله أنه لم يتعين له قاتل معين بل أخلاط الناس وهم همج رعاع جاؤوا من مصر، ومن غير قطر، وجاء الناس إلى عثمان فيهم عبد الله بن عمر متقلدًا سيفه، [و] (٢) زيد بن ثابت، فقال له زيد بن ثابت: إن الأنصار بالباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله مرتين، قال: لا حاجة لي في ذلك كفوا، وكان معه في الدار الحسن والحسين، وابن عمر وعبد الله بن الزبير وأبو هريرة وعبد الله بن عامر بن ربيعة ومروان بن الحكم كلهم شاك (٣) في السلاح، فعزم عليهم في وضع أسلحتهم وخروجهم ولزوم بيوتهم، فقال له ابن الزبير ومروان: نحن نعزم على أنفسنا أن لا نبرح، فضاق عثمان من الحصار، ومنع الماء حتى أفطر على (٤) ماء البحر الملح (٥).

قال الزبير بن بكار (٦): حاصروه شهرين وعشرين يومًا (٧).

وقال الواقدي (٨): حاصروه تسعة وأربعين يومًا (٩) ففتح الباب (١٠) فخرج الناس، وسلموا له راية في إسلام نفسه.


(١) أخرجه في الصحيح ٣/ ١٣٥١، ح ٣٤٩٢؛ ومسلم في صحيحه ٤/ ١٨٦٧، ح ٢٤٠٣.
(٢) ما بين المعقوفتين من (ظ).
(٣) في (ظ): شاكي.
(٤) (علي): ليست في (ظ).
(٥) تاريخ الطبري ٢/ ٦٧١.
(٦) العلامة الحافظ أبو عبد الله النسابة، عالم بالأخبار، له مصنف في نسب قريش، توفي سنة ٢٥٦ هـ، انظر: سير أعلام النبلاء ١٢/ ٣١١.
(٧) لم أقف على قوله.
(٨) محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولاهم، أبو عبد الله، صاحب التصانيف والمغازي، مات سنة ٢٠٧ هـ، السير ٩/ ٤٥٤.
(٩) ذكره الطبري في تاريخه ٢/ ٦٦٨.
(١٠) (ففتح الباب): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>