للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: لا ولكن رسول الله أذن لنا (١) في البدو، وخرَّجه مسلم (٢) وغيره (٣)، وقد تقدم (٤) قوله : "يأتي على الناس زمان يكون خيرُ مال المسلم غنمًا يتبع به شعفَ الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن". وما زال الناس يعتزلون ويخالطون كل واحد على ما يعلم من نفسه ويأتي له من أمره، وقد كان العمري (٥) بالمدينة معتزلًا، وكان مالك مخالطًا للناس ثم اعتزل مالك (٦) آخر عمره، فيروى (٧) أنه أقام ثمان عشرة سنة لم يخرج إلى المسجد، فقيل له في ذلك فقال: ليس كل أحد يمكنه أن يخبر بعذره، واختلف الناس في عذره على ثلاثة أقوال: فقيل: لئلا يرى المناكير (٨).

وقيل: لئلا يمشي إلى السلطان.

وقيل: كانت به أبردة (٩) فكان يرى تنزيه المسجد عنها (١٠)، ذكره القاضي أبو بكر بن العربي في سراج المريدين (١١) له، والله أعلم (١٢).


(١) في (مسلم): لي.
(٢) في صحيحه ٣/ ١٤٨٦، ح ١٨٦٢.
(٣) البخاري في صحيحه ٦/ ٢٥٩٧، ح ٦٦٧٦؛ والنسائي في المجتبى ٧/ ١٥١، ح ٤١٨٦.
(٤) ص (١٠٩٢).
(٥) لعله الزاهد العابد: عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الله ابن صاحب رسول الله عبد الله بن عمر بن الخطاب، القرشي العدوي العمري، كان مشتغلًا بالعبادة، أنكر على مالك اجتماعه بالدولة، سير أعلام النبلاء ٨/ ٣٧٣.
(٦) (مالك): ليست في (ع، ظ).
(٧) في (ظ): ويروى.
(٨) في (ع): المناكر.
(٩) الأبردة: تقطير البول، انظر: لسان العرب ٣/ ٨٣.
(١٠) الذي يظهر والله أعلم عدم صحة نسبة تلك الرواية إلى الإمام مالك ، فهو الإمام المجتهد، المشهود له بالإمامة، والفقه، والورع، والحرص على السنة، وفضل صلاة الجماعة لا يخفى عليه، بل على فرض ثبوتها عنه فلم يخبر بعذره حتى لا يتوسع الناس ويقيسوا على عذره، وبالتالي يتهاونون في أداء هذه الشعيرة في جماعة.
(١١) لم أقف عليه في النسخة المخطوطة من الكتاب.
(١٢) (والله أعلم): ليست في (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>