للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أهل التواريخ (١): "لما مات معاوية، وأفضت الخلافة إلى يزيد وذلك سنة ستين وردت بيعته (٢) على الوليد بن عتبة بالمدينة ليأخذ البيعة على أهلها، أرسل إلى الحسين بن علي، وإلى عبد الله بن الزبير ليلًا فأتي بهما، فقال: بايعا، فقالا: مثلنا لا يبايع سرًا، ولكنا نبايع على رؤوس الناس إذا أصبحنا، فرجعا إلى بيوتهما، وخرجا من ليلتهما إلى مكة، وذلك ليلة الأحد لليلتين بقيتا من رجب، فأقام الحسين بمكة شعبان ورمضان وشوالًا وذا القعدة وخرج يوم التروية يريد الكوفة"، فبعث عبيد الله بن زياد خيلًا لمقتل الحسين، وأمر عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص (٣) فأدركه بكربلاء.

وقيل: إن عبيد الله بن زياد كتب إلى الحر بن يزيد الرياحي أن جعجع بالحسين.

قال أهل اللغة: أراد احبسه، وضيق عليه، والجعجع والجعجاع الموضع الضيق من الأرض، ثم أمده بعمر بن سعد في أربعة ألف (٤)، ثم ما زال عبيد الله يزيد العساكر (٥)، ويستفز (٦) الجماهير إلى أن بلغوا اثنين وعشرين ألفًا، وأمَّرهم عمر بن سعد، ووعده أن يملكه مدينة الري، فباع الفاسق الرشد بالغي، وفي ذلك يقول:

أترى أملك الري والري منيتي … وأرجع مأثومًا بقتل حسين

فَضيّق عليه اللعين أشد تضييق، وسُدّ بين يديه وضح الطريق إلى أن قتله يوم الجمعة، وقيل: يوم السبت العاشر من المحرم.

وقال ابن عبد البر في الاستيعاب (٧): قتل يوم الأحد لعشر مضين (٨) من


(١) هذا نص كلام ابن عبد البر في الاستيعاب له ١/ ٣٩٦ - ٣٩٧.
(٢) في (ع): بيعة، وما أثبته من (ظ) لمناسبة السياق.
(٣) عمر بن سعد بن أبي وقاص، أمير السرية الذين قاتلوا الحسين ، ثم قتله المختار، روى له النسائي، السير ٤/ ٣٤٩.
(٤) في (ظ): آلاف.
(٥) في (ظ): العسكر.
(٦) (ويستفز): ليست في (ظ).
(٧) ١/ ٣٩٣.
(٨) (وقال ابن عبد البر في الاستيعاب: قتل يوم الأحد لعشر مضين): ساقط من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>