للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحرم بموضع من أرض الكوفة يقال له: كربلاء، ويعرف بالطف أيضًا عليه جبة خز دكناء، وهو ابن ست وخمسين سنة، قاله نسابة قريش الزبير بن بكار.

ومولده لخمس ليالٍ خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة، وفيها كانت غزوة ذات الرقاع، وفيها قصرت الصلاة، وتزوج رسول الله أم سلمة، واتفقوا على أنه قتل (١) يوم عاشوراء العاشر من المحرم سنة إحدى وستين، ويسمى عام الحزن، وقتل معه اثنان وثمانون رجلًا من أصحابه مبارزة، فيهم الحر بن يزيد؛ لأنه تاب ورجع مع الحسين، ثم قتل جميع بنيه إلا عليًا المسمى بعد ذلك بزين العابدين، كان مريضًا فأخذ أسيرًا بعد قتل أبيه، وقتل أكثر إخوة الحسين وبني أعمامه.

يا عين تبكي (٢) بعبرة وعويل … واندبي إن ندبت آل الرسول

سبعة كلهم لصلب علي … قد أصيبوا وتسعة لعقيل

قال جعفر الصادق: وجد بالحسين ثلاث وثلاثون طعنة، وأربع وثلاثون ضربة.

واختلفوا فيمن قتله:

"فقال يحيى بن معين: أهل الكوفة يقولون إن الذي قتل الحسين: عمر بن سعد بن أبي وقاص. قال يحيى: كان إبراهيم بن سعد يروي فيه حديثًا: أنه لم يقتله عمر بن سعد" (٣).

قال ابن عبد البر (٤): "إنما نسب قتل الحسين إلى عمر بن سعد؛ لأنه كان الأمير على الخيل التي أخرجها عبيد الله بن زياد إلى قتال الحسين، وأمر عليهم عمر بن سعد، ووعده أن يوليه الري إن ظفر بالحسين وقتله، وكان في تلك الخيل والله أعلم قوم (٥) من مضر ومن اليمن، وفي شعر سليمان بن قتة الخزاعي، وقيل إنها لأبي الرميح الخزاعي ما يدل على الاشتراك في دم الحسين".


(١) (قتل): ليست في (ظ).
(٢) في (ظ): بكى.
(٣) ذكر ذلك ابن عبد البر في الاستيعاب له.
(٤) في الاستيعاب له ١/ ٣٩٤.
(٥) (قوم): ساقطة من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>