للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل الحسين بستة أعوام، وبعث المختار (١) به إلى المدينة فوضع بين يدي بني الحسين الكرام، وكذلك عمر بن سعد وأصحابه ألأم اللئام، ضربت أعناقهم بالسيف، وسقوا كأس الحِمام، وبقي الوقوف بين يدي الملك العلام، في يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام.

وفي الترمذي (٢) حدثنا واصل بن عبد الأعلى، حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن عمارة بن عمير قال: لما جيء برأس عبيد الله بن زياد وأصحابه نضدت في المسجد في الرحبة فانتهيتُ إليهم وهم يقولون قد جاءت [قد جاءت] (٣)، فإذا حية قد جاءت تتخلل الرؤوس حتى دخلت في منخري عبيد الله [بن زياد] (٤) فمكثت هنيهة ثم خرجت فذهبت حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت فدخلت ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثًا.

قال العلماء (٥): وذلك مكافأة لفعله برأس الحسين، وهي من آيات العذاب الظاهرة عليه، ثم (٦) سلط الله عليهم (٧) المختار فقتلهم حتى أوردهم النار، وذلك أن الأمير سيد مذحج إبراهيم بن مالك لقي عبيد الله بن زياد على خمسة فراسخ من الموصل، وعبيد الله (٨) في ثلاثة وثمانين ألفًا وإبراهيم في أقل من عشرين ألفًا، فتطاعنوا بالرماح وتراموا بالسهام واصطفقوا بالسيوف إلى أن اختلط الظلام، فنظر إبراهيم إلى رجل عليه بزة حسنة، ودرع سابغة وعمامة خز دكنا وديباجة خضراء في فوق الدرع، وقد أخرج يده من الديباجة ورائحة المسك تشم عليه، وفي يده صفيحة له مذهبة، فقصده الأمير إبراهيم لا لشيء


(١) المختار بن أبي عبيد الثقفي، توفي سنة ٦٧ هـ، السير ٣/ ٥٣٨؛ وتاريخ خليفة بن خياط ص (٢٦٤).
(٢) في جامعة ٥/ ٦٦٠، ح ٣٧٨٠، قال الألباني: صحيح الإسناد صحيح الترمذي ٣/ ٢٢٥، ح ٢٩٧٤.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ظ، جامع الترمذي).
(٤) ما بين المعقوفتين من (ظ، جامع الترمذي).
(٥) في (ظ): علماؤنا، ولم أقف على القائل.
(٦) (ثم): ليست في (ظ).
(٧) في (ظ): عليه.
(٨) في (ظ): وعبيد الله بن زياد.

<<  <  ج: ص:  >  >>