للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جاؤوا برأسك يا ابن بنت محمد … متزملًا بدمائه تزميلا

وكأنما بك يا ابن بنت محمد … قتلوا جهارًا عامدين رسولا

قتلوك عطشانًا ولم يترقبوا … في قتلك التنزيل والتأويلا

ويكبِّرون بأن قُتلت وإنما … قتلوا بك التكبير والتهليلا

واختلف الناس في موضع الرأس المكرم وأين حمل من البلاد، فذكر الحافظ أبو العلاء الهمداني: أن يزيد حين قدم عليه رأس الحسين بعث به إلى المدينة، فأقدم عليه عدة من موالي بني هاشم، وضم إليهم عدة من موالي أبي سفيان، ثم بعث بثقل الحسين ومن بقي من أهله معهم، وجهزهم بكل شيء ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلا أمر لهم بها، وبعث برأس الحسين إلى عمر بن سعد بن العاص، وهو إذ ذاك عامله على المدينة، فقال عمر: وددت أنه لم يبعث به إلي، ثم أمر عمر بن سعد بن العاص برأس الحسين فكفن ودفن بالبقيع عند قبر أمه فاطمة ، هذا أصح ما قيل فيه (١).

وكذلك قال الزبير بن بكار: إن الرأس حمل إلى المدينة، والزبير أعلم أهل النسب، وأفضل العلماء بهذا السبب، قال: حدثني بذلك محمد بن حسين (٢) المخزومي النسابة.

والإمامية تقول: إن الرأس [أعيد إلى] (٣) الجثة بكربلاء بعد أربعين يومًا من المقتل، وهو يوم معروف عندهم يسمون الزيارة [فيه زيارة] (٤) الأربعين.

وما ذكر أنه في عسقلان في مشهد هناك أو بالقاهرة فشيء [باطل لا يصح] (٥) ولا يثبت.

وقد قتل الله قاتله صبرًا، ولقي حزنًا طويلًا وذعرًا، وجعل رأسه الذي اجتمع فيه العيب والذام في الموضع الذي جعل فيه رأس الحسين، وذلك بعد


(١) في (ظ): قيل في ذلك.
(٢) في (ظ): حسن.
(٣) ما بين المعقوفتين بياض في (ع) تكملته من (ظ).
(٤) ما بين المعقوفتين بياض في (ع) تكملته من (ظ).
(٥) ما بين المعقوفتين بياض في (ع) تكملته من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>