للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعاله المعاب والذام، وبقي الوقوف بين يدي الملك العلام يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنواصي والأقدام، ورجع الشريف أبو محمد عبد الله إلى بلاد اليمن، ولم يزل واليًا عليها حتى قتل (١) علي .

ويقال إن بُسْر بن أرطأة لم يسمع من النبي حرفًا؛ لأن رسول الله قبض وهو صغير، فلا تصح له صحبة. قاله الأئمة: أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين (٢) وغيرهما، وقالوا: خرّف في آخر عمره.

قال يحيى بن معين: وكان رجل سوء (٣).

قال الشيخ : كذا ذكر الحافظ أبو الخطاب بن دحية ، وقد ذكر أبو داود عن جنادة بن أبي أمية قال: كنا مع بُسْر بن أرطأة في البحر فأتي بسارق يقال له مصدر، وقد سرق بختية، فقال: سمعت رسول الله يقول: لا تقطع الأيدي في الغزو، ولولا ذلك لقطعته.

قال أبو محمد عبد الحق: بُسْر هذا يقال ولد في زمن النبي ، وكانت له أخبار سوء في جانب علي وأصحابه، وهو الذي ذبح طفلين لعبيد الله بن العباس، وفقدت أمهما عقلها، هامت على وجهها فدعا عليه علي أن يطيل الله عمره ويذهب عقله، فكان كذلك.

قال ابن دحية: ولما ذبح الصغيرين وفقدت أمهما عقلها، كانت تقف في الموسم تنشد شعرًا تُبكي العيون، وتهيج بلابل الأحزان والعيون:

ها من أحسّ بابنيَّ اللذين هما … كالدرتين تشطا عنهما الصدف

ها من أحسّ بابنيَّ اللذين هما … سمعي وعقلي فقلبي اليوم مختطف

حدثت بُسْرًا وما صدقت ما زعموا … من قولهم ومن الإفك الذي اقترفوا

احني علي ودجي أني مرهفة … مشحوذة وكذاك الإثم يقترف]] (٤)


(١) في (ظ): إلى أن قتل.
(٢) ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ١٥٨ قول يحيى بن معين.
(٣) ذكر ابن عبد البر في الاستيعاب ١/ ١٥٨ قول يحيى بن معين.
(٤) ما بين المعقوفتين المزدوجتين من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>