للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن خيلًا مبعوثة من عند معاوية تقتل الناس من أبي أن يقر بالحكومة، ثم مضى بسر إلى اليمن وعامل اليمن لعلي عبيد الله بن العباس، فلما بلغه أمر بُسْر فرّ إلى الكوفة حتى أتى عليًا واستخلف على المدينة عبد الله بن عبد المدان الحارثي (١)، فأتى بُسْر فقتله وقتل ابنه، ولقي ثَقَل (٢) عبيد الله بن العباس، وفيه ابنان صغيران لعبيد الله بن عباس فقتلهما ورجع إلى الشام".

وذكر أبو عمرو الشيباني (٣) قال: لما وجه معاوية بسر بن أرطأة لقتل شيعة علي سار إلى أن أتى إلى المدينة، فقتل ابني عبيد الله بن العباس، وفرّ أهل المدينة حتى دخلوا الحرّة حرّة بني سليم، وفي هذه الخرجة التي ذكر أبو عمرو الشيباني أغار بسر علي همدان فقتل وسبى نساءهم فكن أول نساء سبين في الإسلام، وقتل أحياء من بني سعد.

وقد اختلفوا كما ترى في أي موضع قتل الصغيرين من أهل البيت، هل في المدينة أو في مكة أو في اليمن؟؛ لأنه دخل هذه البلاد وأكثر فيها الفساد، وأظهر لعلي العناد، وأفرط في بغضه وزاد، وسلط على أهل البيت الكريم الأجناد، فقتل وسبى وأباد، ولم يبق إلا أن يخد الأخاديد ويتدّ الأوتاد، وكان معاوية بعثه في سنة أربعين إلى اليمن وعليها عبيد الله بن العباس أخو عبد الله بن العباس، ففرّ عبيد الله وأقام بُسْر على اليمن، وباع دينه ببخس من الثمن (٤)، فأخاف السبيل ورعى المرعى الوبيل، وباع المسلمات وهتك الحرمات، فبعث علي حارثة بن قدامة السعدي وهرب بُسْر إلى الشام، وقد ألبس بذميم


= رابعًا: أعجبني جواب أبي موسى لعمرو لما سأله: ماذا ترى في هذا الأمر، كما أعجبني جواب أبي موسى أيضًا لما سأله: فأين تجعلني أنا ومعاوية، وهذا هو الظن بصحابة رسول الله رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
(١) في (ع): المحارثي، وما أثبته من (ظ، والاستيعاب).
(٢) الثَقَل: بالتحريك متاع المسافر وحشمه، انظر: الصحاح للجوهري ٤/ ١٦٤٧.
(٣) واسمه: إسحاق بن مرار، بكسر الميم، الشيباني، مولى لهم، كان راوية واسع العلم باللغة، مات سنة ٢٠٦ هـ، انظر: الفهرس لابن النديم ص (١٠١).
(٤) في (ظ): بأخس ثمن.

<<  <  ج: ص:  >  >>