للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن تقتلونا يوم حرة واقم … فإنا على الإسلام أول من قتل

وكانت وقعة الحرة يوم الأربعاء لليلتين بقيتا (١) لذي الحجة سنة ثلاث وستين (٢)، ويقال لها حرة زهرة، وكانت الوقعة بموقع يعرف بواقم على ميل من مسجد رسول الله ، فقتل بقايا المهاجرين والأنصار، وخيار التابعين وهم ألف وسبعمائة، وقتل من أخلاط الناس عشرة ألف (٣) سوي النساء والصبيان، وقتل بها من حملة القرآن سبعمائة رجل: من قريش سبعة وتسعون (٤)، قتلوا جهرًا ظلمًا في الحرب وصبرًا (٥).

وقال الإمام الحافظ (٦) أبو محمد بن حزم في المرتبة الرابعة: وجالت الخيل في مسجد رسول الله وبالت وراثت بين القبر والمنبر أدام الله تشريفهما، أكره (٧) الناس على (٨) أن يبايعوا ليزيد على أنهم عبيد له. إن شاء باع، وإن شاء أعتق (٩)، وذكر له يزيد بن عبد الله بن زمعة: البيعة على حكم القرآن والسنة فأمر بقتله فضربت عنقه صبرًا.

وذكر الإخباريون: أنها خلت من أهلها، وبقيت ثمارها للعوافي: الطير والسباع كما قال . ثم تراجع الناس إليها، و (١٠) في حال خلائها غدت الكلاب على سواري المسجد والله أعلم.

وذكر أبو زيد عمر بن شبة (١١): قال حدثنا صفوان عن شريح بن عبيد أنه قرأ كتابًا لكعب: "ليغشين (١٢) أهل المدينة أمر يفزعهم حتى يتركوها وهي مذللة، وحتى تبول السنانير على قطائف الخز ما يروعها شيء، وحتى تخرق الثعالب (١٣) في أسواقها ما يروعها شيء".


(١) في (ع): بقيا، وما أثبته من (ظ، تاريخ الطبري).
(٢) انظر: تاريخ الطبري ٣/ ٣٥٤.
(٣) في (ظ): آلاف.
(٤) في (ظ): وتسعين.
(٥) انظر: مروج الذهب للمسعودي ٣/ ٧٨ - ٧٩.
(٦) (الحافظ): ليست في (ظ).
(٧) في (ظ): وأكره.
(٨) (على): ليست في (ظ).
(٩) في (ظ): عتق.
(١٠) (الواو): ليست في (ظ).
(١١) في تاريخ المدينة له ١/ ٢٨٢.
(١٢) في (تاريخ المدينة): وليغشين.
(١٣) في (تاريخ المدينة): الثعلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>