للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله وكيف أخذت هذه الأشياء من بيت المقدس (١)؟ فقال رسول الله : "إن بني إسرائيل لما عصوا وقتلوا الأنبياء سلط الله عليهم بخت نصر وهو من المجوس. فكان ملكه سبعمائة سنة وهو قوله تعالى: ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا (٥)[الإسراء: ٥]، فدخلوا بيت المقدس وقتلوا الرجال وسبوا النساء والأطفال وأخذوا الأموال وجميع ما كان في البيت المقدس (٢) من هذه الأصناف، فاحتملوها على سبعين ألف عجلة حتى أودعوها أرض بابل، فأقاموا يستخدمون بني إسرائيل ويستملكونهم (٣) بالخزي والعقاب والنكال مائة عام، ثم إن الله ﷿ رحمهم، فأوحى الله إلى ملك من ملوك فارس أن يسير إلى المجوس في أرض بابل، وأن يستنقذ من في أيديهم من بني إسرائيل، فسار إليهم ذلك الملك حتى دخل أرض بابل فاستنقذ من بقي من بني إسرائيل من أيدي المجوس، واستنقذ ذلك الحلي الذي كان من بيت (٤) المقدس ورده إليه كما كان أول مرة، وقال لهم: يا بني إسرائيل إن عدتم إلى المعاصي عدنا عليكم بالسبي والقتل، وهو قوله تعالى: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنَا﴾ [الإسراء: ٨]، يعني إن عدتم إلى المعاصي عدنا عليكم بالعقوبة، فلما رجعت بنو إسرائيل إلى البيت (٥) المقدس عادوا إلى المعاصي، فسلط الله [عليهم] (٦) ملك الروم قيصر وهو قوله تعالى (٧): ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ [الإسراء: ٧]، فغزاهم في البر والبحر، فسباهم وقتلهم وأخذ أموالهم


(١) في (ظ): هذه الأموال والأشياء من البيت المقدس، وفي (م): البيت المقدس.
(٢) في (ظ): في بيت المقدس.
(٣) في (الأصل): ويستملكوهم، وما أثبته من (ع، ظ، م) وهو الصواب؛ لأنه لا وجه لحذف نون الفعل.
(٤) في (ع، م): في البيت، في (ظ): من البيت.
(٥) في (ع): بيت.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، م).
(٧) (وهو قوله تعالى): ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>