للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العصر وكادت الشمس أن تؤوب (١)، قال: فألجأ نضلة الغنيمة والسبي إلى سفح الجبل ثم قام فأذن فقال: الله أكبر، الله أكبر، فإذا مجيب من الجبل [يجيب] (٢) كبرت تكبيرًا، يا نضلة! ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: كلمة الإخلاص يا نضلة، قال (٣): أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: هذا النذير وهو الذي بشر به عيسى وعلى رأس أمته تقوم القيامة، قال: حي على الصلاة، قال: طوبى لمن مشى (٤) إليها وواظب عليها، قال: حي على الفلاح، قال: أفلح من أجاب محمدًا ، وهو البقاء لأمة محمد ، قال: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، قال: أخلصت الإخلاص كله يا نضلة فحرم الله بها جسدك على النار، فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا: من أنت يرحمك الله، أملك أنت أم ساكن من الجن أم طائف من عباد الله؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك (٥) فإنا وفد الله ووفد رسوله ووفد عمر بن الخطاب ، قال: فانفلق الجبل عن هامة كالرحاء (٦) أبيض الرأس واللحية، وعليه طمران من صوف فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقلنا: وعليك السلام ورحمته وبركاته من أنت يرحمك الله؟ قال: أنا زريب بن برتملا وصي العبد الصالح عيسى ابن مريم أسكنني هذا الجبل، ودعا لي بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذا (٧) فاتني لقي (٨) محمد فأقرؤوا عمر مني السلام وقولوا له يا عمر: سدد وقارب فقد دنا الأمر، وأخبروه بهذه الخصال التي أخبركم بها إذا ظهرت هذه الخصال في أمة


(١) في (الأصل): أن تغرب، وما أثبته من (ع، ظ، تاريخ بغداد).
(٢) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ)، وفي (تاريخ بغداد): يجيبه.
(٣) في (الأصل): ثم قال، وما أثبته من (ع، ظ، تاريخ بغداد).
(٤) في (تاريخ بغداد): إن مشى.
(٥) في (الأصل): سمعنا صوتك فأرنا شخصك، وما أثبته من (ع، ظ، تاريخ بغداد).
(٦) أي الحجر العظيم الذي يطحن عليه، انظر: لسان العرب ١٤/ ٣١٢.
(٧) في (ع): إذ.
(٨) في (تاريخ بغداد): لقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>