للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذكر أبو الفرج [بن] (١) الجوزي: أنه وقع بعراق العجم زلازل وخسوفات هائلة هلك بسببها (٢) خلق كثير.

قلت: وقد وقع ذلك عندنا بشرق الأندلس فيما سمعناه [من بعض مشائخنا] (٣) بقرية يقال لها: قُطْرُ طُنْدة (٤) من تطْردَانية (٥) سقط عليها جبل هناك فأذهبها.

[وأخبرني أيضًا بعض أصحابنا أن قرية من أعمال برقة يقال لها ترسة أصابها زلزلة هدت حيطانها وسقفها على أهلها فماتوا تحتها ولم ينج منهم إلا قليل (٦).

ووقع في هذا الحديث دابة الأرض قبل يأجوج ومأجوج وليس كذلك، فإن أول الآيات ظهورًا الدجال، ثم نزول عيسى ، ثم خروج يأجوج ومأجوج، فإذا قتلهم الله بالنغف في أعناقهم على ما يأتي (٧) وقبض الله تعالى نبيه عيسى وخلت الأرض منه وتطاولت الأيام على الناس، وذهب عظم دين الإسلام، أخذ الناس في الرجوع إلى عادتهم، وأحدثوا الأحداث من الكفر والفسوق (٨) كما أحدثوه بعد كل قائم نصبه الله تعالى حجة ونبيهم حجة عليهم، ثم قَبَضَهُ فيخرج الله تعالى لهم دابة من الأرض فتميز المؤمن من الكافر ليرتدع بذلك الكفار عن كفرهم والفساق عن فسقهم، وليتبصروا وينزعوا عما هم فيه من الفسوق والعصيان، ثم تغيب الدابة عنهم، ويمهلون فإذا أصروا على طغيانهم طلعت الشمس من مغربها ولم يقبل بعد ذلك لكافر ولا فاسق توبة، وأزيل الخطاب والتكليف (٩) عنهم، ثم كان قيام الساعة


(١) ما بين المعقوفتين من (ظ).
(٢) في (ظ): هلك فيها وبسببها.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) في (ع): قرطرية.
(٥) في (ع): من نظر دانيه، وفي (ظ): من قطر دانية، والأصل متوافق مع مسودة المؤلف.
(٦) في (ظ): منها إلا القليل.
(٧) ص (١٣٢٤).
(٨) في (ظ): والفسق.
(٩) في (ع): والتكلف وما أثبته من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>