للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن قال (١): شهد جابر لهو (٢) ابن صياد (٣).


(١) في (ع): وقال.
(٢) في (ع): أنه هو، وفي (ظ): أنه ابن صياد.
(٣) الذي ظهر لي والله أعلم أن ابن صياد كاهن من الكهان وليس هو المسيح الدجال الذي حذر منه كل نبي أمته، وإنما يصح يسمى دجالًا لما يتعاطاه من الكهانة والكذب، ويتبين ذلك بما يلي:
- ثبت عن النبي أنه أخبر أصحابه رضوان الله عليهم عن الدجال بما وافق خبر تميم الداري، قال : وحدثني حديثًا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال" وحديثه لأصحابه قبل مجيء تميم الداري إنما كان من الغيب الذي أطلعه الله عليه وأخبر به أمته.
- ومما جاء في خبر تميم الداري أن المسيح الدجال لم يكن يعلم بمبعث النبي ولذلك سأل عنه: "قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا: قد خرج من مكة ونزل يثرب، قال: أقاتله العرب؟ قلنا: نعم".
- كما أن المسيح الدجال موثق بالسلاسل شديد الوثاق لم يؤذن له في الخروج بعد، وأن خروجه سيره في الأرض كما في حديث مسلم: "وأني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض".
- كما ثبت في الروايات أن المسيح الدجال "رجل" وأنه، "شيخ" كما في رواية ابن ماجه ٢/ ١٣٥٥، ح ٤٠٧٤ "فإذا هم بشيخ موثق شديد الوثاق" وأن ابن صياد كان صبيًا في ذلك الوقت يلعب مع الصبيان لم يبلغ الحلم بعد، ففي صحيح البخاري ١/ ٤٥٤، ح ١٢٨٩، ومسلم واللفظ له ٤/ ٢٢٤٤، ح ٢٩٣٠ "حتى وجدوه يلعب مع الصبيان عند أطم ابن مغالة، وقد قارب ابن صياد يومئذ الحلم"، وخبر تميم الداري وخبر ابن صياد كلاهما وقعا في حياة النبي .
بل قد ظهر أن ابن صياد كاهن من خلال اختبار النبي له باختبارين، الأول: أن الذي كان يأتيه بالأخبار صادق وكاذب وهم الشياطين، ففي الصحيحين قال : "ماذا ترى؟ قال ابن صياد: يأتيني صادق وكاذب، فقال له : خلط عليك الأمر"، والثاني: أنه كان يقطع الكلام كعادة الكهان فقال: الدخ، لكلمة الدخان قال : "إني قد خبأت لك خبئًا فقال: ابن صياد هو الدخ، فقال رسول الله : أخسأ فلن تعدو قدرك"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ابن صياد: وكان قد ظن بعض الصحابة أنه الدجال، وتوقف النبي في أمره حتى تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال، لكنه كان من جنس الكهان قال له النبي : "خبأت لك خبئًا، قال الدخ الدخ"، وقد كان خبأ له سورة الدخان، فقال له النبي : "اخسأ فلن تعدو قدرك" يعني إنما أنت من إخوان الكهان، والكهان كان يكون لأحدهم القرين من الشياطين يخبره بكثير =

<<  <  ج: ص:  >  >>