للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: فإنه قد مات، قال: وإن مات؟ قلت: فإنه قد أسلم، قال: وإن أسلم؟ قلت: فإنه قد دخل المدينة، قال: وإن دخل المدينة.

قال (١): وذكر سيف بن عمر (٢) في كتاب الفتوح والردة: ولما نزل أبو سبرة (٣) في الناس على السوس وأحاط المسلمون بها وعليهم الشهربان (٤) أخو الهرمزان ناوشوهم القتال كل ذلك يصيب أهل السوس في المسلمين، فأشرف عليهم يومًا الرهبان والقسيسون فقالوا: يا معشر العرب إن مما عهد علماؤنا وأوائلنا أنه لا يفتح السوس إلا الدجال أو قوم فيهم الدجال، فإن كان الدجال فيكم فستفتحونها، وإن لم يكن فيكم فلا تعنوا بالحصار، قال: وصاف ابن صياد يومئذ مع النعمان في جند فأتى باب السوس غضبان، فدقه برجله، وقال: انفتح فطار فتقطعت السلاسل وتكسرت الأغلاق وتفتحت الأبواب ودخل المسلمون، وقصته مع أبي سعيد وقوله: والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن.


= من المغيبات بما يسترقه من السمع، وكان يخلطون الصدق بالكذب، اهـ، مجموع الفتاوى ١١/ ٢٨٣.
- وأما ما استدل به من قال إن ابن صياد هو الدجال إنما هو مبني على غلبة ظن بعض الصحابة وحلف بعضهم على ذلك بين يدي النبي ، ويجاب عن ذلك بأنه ربما كان حلفهم بين يدي النبي قبل أن يتبين للنبي أمر ابن صياد، وأنه لم ينكر عليهم ما لم يتبين له، وأما قول ابن صياد لأبي سعيد الخدري : أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، فمن الممكن أن يعرف ابن صياد ذلك بواسطة مكاشفة قرنائه من الشياطين له، قال ابن القيم في ذلك لما قال ابن صياد: (الدخ): أن ذلك من الكشف من جنس كشف الكهان، وأن ذلك قدره، وكذلك مسيلمة الكذاب كان يكاشف أصحابه بما يفعله أحدهم في بيته وما قاله لأهله يخبره به شيطانه ليغوي الناس، وكذلك كان الأسود العنسي، والحارث المتنبئ الدمشقي، وقد رأينا نحن وغيرنا منهم جماعة، وشاهد الناس من كشف الرهبان عباد الصليب ما هو معروف، اهـ باختصار، انظر: مدارج السالكين ٣/ ٣/ ٢٢٧ - ٢٢٨.
(١) (قال): ليست في (ع، ظ).
(٢) ذكر روايته الطبري في تاريخه ٢/ ٥٠٠.
(٣) أبو سبرة بن أبي رهم، أحد بني مالك بن حسل، تاريخ الطبري ٢/ ٤٩٩.
(٤) في (ع): الشهريان.

<<  <  ج: ص:  >  >>