- وأما ما استدل به من قال إن ابن صياد هو الدجال إنما هو مبني على غلبة ظن بعض الصحابة وحلف بعضهم على ذلك بين يدي النبي ﷺ، ويجاب عن ذلك بأنه ربما كان حلفهم بين يدي النبي ﷺ قبل أن يتبين للنبي أمر ابن صياد، وأنه لم ينكر عليهم ما لم يتبين له، وأما قول ابن صياد لأبي سعيد الخدري ﵁: أما والله إني لأعرفه وأعرف مولده وأين هو الآن، فمن الممكن أن يعرف ابن صياد ذلك بواسطة مكاشفة قرنائه من الشياطين له، قال ابن القيم في ذلك لما قال ابن صياد: (الدخ): أن ذلك من الكشف من جنس كشف الكهان، وأن ذلك قدره، وكذلك مسيلمة الكذاب كان يكاشف أصحابه بما يفعله أحدهم في بيته وما قاله لأهله يخبره به شيطانه ليغوي الناس، وكذلك كان الأسود العنسي، والحارث المتنبئ الدمشقي، وقد رأينا نحن وغيرنا منهم جماعة، وشاهد الناس من كشف الرهبان عباد الصليب ما هو معروف، اهـ باختصار، انظر: مدارج السالكين ٣/ ٣/ ٢٢٧ - ٢٢٨. (١) (قال): ليست في (ع، ظ). (٢) ذكر روايته الطبري في تاريخه ٢/ ٥٠٠. (٣) أبو سبرة بن أبي رهم، أحد بني مالك بن حسل، تاريخ الطبري ٢/ ٤٩٩. (٤) في (ع): الشهريان.