للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الترمذي (١): "وأين الساعة من الأرض، وأعرف والده" كالنص في أنه هو، واحتجاجه بأنه مسلم وولد له ودخل المدينة وهو يريد مكة تلبيس منه، وأنه سيكفر إذا خرج، وحينئذ لا يولد له ولا يدخل مكة والمدينة، والله أعلم.

وقوله: "ارفأوا إلى جزيرة"، أي لجأوا ومرفأ السفينة حيث ترسي، يقال: أرفأت السفينة إذا قاربتها (٢) من الشط، وذلك الموضع مرفأ، وأرفات إليه لجأت (٣)، وأقرب السفينة هي القوارب الصغار يتصرف بها ركاب السفينة، والواحد قارب على غير قياس، قاله الخطابي (٤) والمازري (٥) والهلب: الشعر الغليظ، وقال (٦): أهلب على معنى الحيوان أو الشخص، ولو راعى اللفظ لقال: هلباء كأحمر وحمراء، [والأهلب أيضًا عند أهل اللغة (٧) الذي لا شعر عليه وهو من الأضداد] (٨)، واستفهامهم بما ظنا منهم أنها لا تعقل (٩)، فلما كلمتهم؛ فرقوا أي فزعوا، واغتلام البحر، هيجانه وتلاطم أمواجه، وبيسان وزغر: موضعان بالشام بين الأردن وفلسطين، كما في حديث الترمذي.

[قال ابن دحية أبو الخطاب (١٠): كانت بيسان مدينة وفيها سوق كبيرة (١١)، وعين تسمى عين فلوس (١٢) يسقى فيها، وبحيرة طبرية هي بحيرة عظيمة طولها عشرة أميال وعرضها ستة أميال وموجها يضرب في سور قلعتها، وهي عميقة تجري فيها السفن ويصاد منها السمك وماؤها حلو فرات، وبين بحيرة طبرية وبين البيت المقدس (١٣) نحو مائة ميل، وهي من الأردن، ولزمتها


(١) في جامعه ٤/ ٥١٦، ح ٢٢٤٦.
(٢) في (ع، ظ) قربتها.
(٣) في (ع): لجأت إليه.
(٤) في معالم السنن له ٤/ ٣٢١ - ٣٢٢.
(٥) في (ظ): الماوردي.
(٦) في (ع): ويقال.
(٧) في (ظ): عند بعض أهل اللغة.
(٨) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٩) في (ع): أنها ممن لا يعقل.
(١٠) في (ظ): الحافظ قال ابن دحية أبو الخطاب.
(١١) في (ع): كثيرة، وما أثبته من (ظ).
(١٢) في (ظ): الفلوس.
(١٣) في (ظ): وبيت المقدس.

<<  <  ج: ص:  >  >>