للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجاءت الروايةُ بأنّ مَلكَ الموتِ إذا تولى اللهُ قَبْضَ نَفْسِهِ بعد موتِ الخلائقِ يقولُ: "وعزتك وجلالك لو علمتُ من سكرة (١) الموت ما أعلم ما قبضتُ نفس مؤمنٍ"، ذكره القاضي أبو بكر بنُ العربي (٢) في سراج المريدين (٣).

وعن شهر بن حوشب (٤) قال: سئل رسول الله عن الموت وشدته فقال: "إنّ أهون الموتِ بمنزلةِ حَسَكةٍ (٥) كانت في صوفٍ (٦) فهل تخرجُ الحَسَكَةُ مِن الصوف إلا ومعها صوفٌ" (٧).

قال شهرُ (٨): ولما حضرَ عمرو بن العاص الوفاةُ قال (٩) ابنُهُ: يا أبتاه إنّك لتقول (١٠) لنا: ليتني كنت ألقى رجلًا عاقلًا لبيبًا عند نُزُولِ الموتِ حتى يصفَ لي ما يجدُ، وأنت ذلك الرجلُ فصف لي الموتَ؟ فقال: بُني (١١) والله كأن جنبي في تخت، وكأني أتنفسُ من سمِّ إبرةٍ، وكأن غصنَ شوكٍ يجذبُ من


(١) في (ظ): سكرات.
(٢) العلامة الحافظ القاضي أبو بكر محمد بن عبد الله الأشبيلي المالكي، من تصانيفه: عارضة الأحوذي شرح الترمذي، والعواصم من القواصم وغير ذلك. توفي سنة ٥٤٣ هـ، سير أعلام النبلاء ٢٠/ ١٩٧.
(٣) (في سراج المريدين): ليست في (ع)، وكتاب سراج المريدين مخطوط، لدى بعض الفضلاء بمكة المكرمة، اطلعت عليه ووثقت منه بعض النصوص، ويوجد به سقط كبير، ونص الحديث يدل على أنه موضوع، لأن ملك الموت لا يعصي الله أمرًا ولو علم شدة سكرة الموت قبل أن يموت، قال الله تعالى: ﴿لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ [التحريم: ٦].
(٤) شهر بن حوشب أبو سعيد مولى الصحابية: أسماء بنت يزيد الأنصارية، كان من كبار علماء التابعين توفي سنة مائة هجرية، وقيل غير ذلك، سير أعلام النبلاء ٤/ ٣٧٢.
(٥) شوكة صُلْبة، النهاية في غريب الحديث ١/ ٣٨٦.
(٦) في (ع): صوف رطب.
(٧) ذكره الغزالي في الإحياء ٤/ ٤٢٣؛ قال الحافظ العراقي: أخرجه ابن أبي الدنيا من رواية شهر بن حوشب مرسلًا، انظر: المغني، ٢/ ١٢٠٩، ح ٤٣٨١؛ وقال الألباني: ضعيف، انظر: ضعيف الجامع الصغير ص (٢٢٦)، ح ١٨٤٢.
(٨) في (ع): شهر بن حوشب.
(٩) في (ع، ظ) قال له.
(١٠) في (ظ): إنك كنت تقول.
(١١) في (ع): يا بني، وفي (ظ): والله يا بني.

<<  <  ج: ص:  >  >>