للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإحساسات في اجتراع الغصص، والمرارات (١):

فإحساس روحاني للروحانيات كما يجده النائم في سِنته، أو الغصة الوجعة تغصه في نومته، فيغص منها في حال رقدته ويتململ بذلك إلى حين يقظته، حتى إذا استيقظ لم يجد شيئًا ووجد الأُنْسَ عنده فأزال ألمه ووفّاه أمانه ونعمه.

وإحساس علوي قدسي للعلوية كما يجده الوسنان من الروحانية، وهو مما (٢) لا يدركه العقل البشري إلا توهمًا فلا (٣) يبلغه التحصيل إلا تخيلًا وتوسمًا.

وإحساس بشري ثقلي إنسي وجني: وهو مما (٤) لا يكاد (٥) أن توصف شدائده وغصصه فكيف وقد قالوا: الغصة (٦) الواحدة منه كألف ضربة بالسيف فما عسا أن ينعت ويوصف وهذا الذي لا يمكن أن يعرف.

والخلق أيضًا في هذا الإحساس فرق (٧) يختلفون باختلاف المنازل والطرق: فالفرقة الإسلامية لا تجد منه (٨) ما تجده (٩) غير الإسلامية، ثم الإسلامية في نفسها لا تجد منه النبوية كما (١٠) تجد (١١) التبعية، ثم النبوية في ذاتها ومقامات إحساساتها (١٢) تختلف على حكم الكلمة (١٣) وصدق القيل باختلاف التقديم والتفضيل، قال الله تعالى: ﴿تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ﴾ [البقرة: ٢٥٣] [الآية] (١٤)، وقد نبهت الخُلّة الذاتية عزت سبحاتها


= توفي سنة ٥٤٥ هـ، انظر: الأعلام للزركلي ١/ ١١٦، وكشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون.
(١) نهاية البياض الذي في الأصل.
(٢) في (ع، ظ): ما.
(٣) في (ع، ظ): ولا.
(٤) في (ع، ظ): ما.
(٥) في (ع): لا يدرك.
(٦) في (ع، ظ): والغصة.
(٧) في (ع): بين فرق.
(٨) في (الأصل): فالفرقة الإسلامية في نفسها لا تجد منه، وما أثبته من (ع، ظ، م).
(٩) في (ظ): تجد.
(١٠) في (ع): ما.
(١١) في (ع، ظ): تجده، والأصل يتوافق مع (م).
(١٢) في (الأصل): احساسها، وما أثبته من (ع، ظ، م).
(١٣) في (ظ): الكلم.
(١٤) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>