للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرجل بها، وأكثر الذكر لها، والجزع عليها، وجعل يمشي في الطرق (١) والأزقة وهو يقول:

يا رُبَّ قائلة يومًا إذا (٢) بلغت … أين الطريق (٣) إلى حمام منجاب (٤)

وإذا بجارية (٥) تجاوبه من طاق وهي تقول:

قرنان (٦) هلَّا جعلت لها (٧) إذ ظفرت بها … حرزًا على الدار أو (٨) قفلًا على الباب

فزاد هيمانه، واشتد هيجانه، ولم يزل كذلك حتى كان من أمره ما ذكر. فنعوذ بالله من الفتن والمحن (٩).

قلت: ومثل هذا في الناس كثير ممن غلب عليه الاشتغال بالدنيا والهم بها أو بسبب (١٠) من أسبابها، حتى قد (١١) حُكِي (١٢) لنا أن بعض السماسرة (١٣) جاء عند الموت فقيل (١٤) له: قل لا إله إلا الله، فجعل يقول: ثلاثة ونصف، أربعة ونصف، غلبت عليه السمسرة.


(١) في (الأصل) و (ظ): الطريق، وما أثبته من (ع، والعاقبة).
(٢) في (الأصل): قائلة تقول إذا، والتصويب من (ظ، والعاقبة) وفي (ع): يومًا وقد لغبت.
(٣) في (ع): كيف الطريق.
(٤) في (ع): زيادة هذا البيت:
دللتها نحو داري كي أفوز بها … وصلًا فجاء ومرّ من بين أعتاب
(٥) في (الأصل): الجارية، وما أثبته من (ع، ظ، العاقبة).
(٦) (قرنان): ليست في العاقبة، وفي (ظ): قربات.
(٧) في (الأصل): جعلت عليها إذا ظفرت بها، في (ع، ظ): هلا جعلت إذ ظفرت بها، وما أثبته من العاقبة.
(٨) في (الأصل): وقفلًا، والتصويب من (ع، ظ، والعاقبة) وهو يناسب التخيير.
(٩) في (ع): المحن والفتن.
(١٠) في (الأصل، ع، ظ): سبب، وما أثبته من (م) وبه يستقيم السياق.
(١١) في (ع): لقد.
(١٢) في (ظ): إنه لقد يحكى.
(١٣) السمسار: الذي يدخل بين البائع والمشتري متوسطًا لإمضاء البيع، انظر: النهاية في غريب الحديث ٢/ ٤٠٠.
(١٤) في (ظ): قيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>