للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا رُبَّ قائلة يومًا وقد لَعِبَتْ (١) … كيف الطريقُ إلى حمام مِنجَاب (٢)

قال الفقيه أبو بكر أحمد (٣) بن سليمان بن الحسن النجاد (٤): هذا رجل استدلته امرأة إلى الحمام فدلها إلى منزله، فقاله عند الموت (٥).

وذكر (٦) أبو محمد عبد الحق هذه الحكاية في كتاب العاقبة (٧) له فقال: وهذا الكلام له قصة: وذلك أن رجلًا كان واقفًا بإزاء داره وكان بابه يشبه باب حمام، فمرت به (٨) جارية لها منظر وهي تقول: أين الطريق إلى حمام منجاب؟ فقال لها: هذا حمام منجاب، وأشار إلى داره فدخلت الدار (٩)، ودخل وراءها، فلما رأت نفسها معه في داره وليس بحمام (١٠)، وعلمت أنه خدعها، فأظهرت (١١) له البِشَر والفرح (١٢) باجتماعها معه (١٣) على تلك الخلوة وفي تلك الدار، وقالت له: يصلح أن يكون معنا ما يطيب به عيشنا، وتقر به أعيننا، فقال لها: الساعة آتيك بكل ما تريدين، وبكل ما (١٤) تشتهين، فخرج وتركها في الدار ولم يقفلها، وتركها محلولة على حالها ومضى وأخذ ما يصلح لهما ورجع ودخل (١٥) الدار، فوجدها قد خرجت وذهبت ولم يجد لها أثرًا، فهام


(١) في (الأصل) و (ظ، ع، م): لعبت، وفي (العاقبة: إذا بلغت وفي كتاب المحتضرين لابن أبي الدنيا: لغبت، من اللغوب وهو التعب والإعياء، انظر: الصحاح للجوهري ١/ ٢٢٠، وهذا المعنى الأخير أقرب في ظني إلى معنى البيت؛ لأنها سألته بعد ما تعبت والله أعلم.
(٢) ذكره ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين ص (١٧٨)
(٣) في (الأصل): محمد، والتصويب من (ع، ظ، م، تاريخ بغداد).
(٤) الفقيه الحنبلي المعروف بالنجَّاد، كانت له حلقتان إحداهما للفتوى في الفقه على مذهب الإمام أحمد، والأخرى لإملاء الحديث، سمع من أبي داود السجستاني، توفي ٣٤٨ هـ، تاريخ بغداد ٤/ ١٨٩.
(٥) في (ظ) فقال عند الموت حكاية.
(٦) في (الأصل): قال، وما أثبته من (ع، ظ) وهي تناسب السياق.
(٧) ص (١٧٩ - ١٨٠).
(٨) (به) ليست في (ع).
(٩) في (ظ): فدخلت الجارية الدار.
(١٠) (وليس بحمام) ليست في (ع، ظ)
(١١) في (ع، ظ): أظهرت.
(١٢) في (ظ): البشرى أو الفرح.
(١٣) في (ع، ظ): باجتماعهما.
(١٤) بكل ما: ليست في (ع).
(١٥) (ودخل): ليست في (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>