للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتنصر ليتزوجها (١)، وأقام معهم في الدار، فلما كان (٢) في أثناء ذلك اليوم رقي إلى سطح كان في الدار فسقط منه فمات، فلا هو بدينه، ولا هو بها، ونعوذ (٣) بالله، ثم نعوذ بالله (٤).

وروي (٥) أن رجلًا علق بشخص وأحبه (٦) فتمنع عنه واشتد نفاره، فاشتدّ كلف (٧) البائس إلى أن لزم الفراش، فلم تزل الوسائط تمشي بينهما حتى وعد بأن يعوده، فأخبر بذلك ففرح واشتدّ سروره وانجلى عنه بعض ما كان يجده، فلما كان في بعض الطريق رجع (٨) وقال: والله لا أدخل مداخل الريب، ولا أعرض نفسي لمواقع التهم، فأخبر (٩) بذلك البائس المسكين فسُقط في يديه ورجع إلى أشد ما كان به وبدت (١٠) علامات الموت وأمارته (١١)، قال الراوي (١٢): فسمعته يقول في تلك الحال (١٣) يقول (١٤):


(١) في: (ع) ليتزوج بها، وفي (ظ): فتزوجها، والأصل متوافق مع العاقبة.
(٢) من هذا الموضع قطع في (ع).
(٣) في (ظ، العاقبة): فنعوذ.
(٤) ذكر هذه الرواية أبو محمد عبد الحق في كتابه العاقبة ص (١٨١).
(٥) الرواي هو الحميدي صاحب المستخرج على الصحيحين في كتابه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس ص (١٣٤)، قال: حدّثه أبو محمد ابن حزم الأندلسي قال: حدثه - من شهد القصة - ثم ذكر القصة بأوسع مما ذكر المصنف، وذكر ابن حزم طرفًا منها في كتابه طوق الحمامة ص (١١٣)؛ وذكرها أبو محمد عبد الحق في كتابه العاقبة ص (١٨٠).
(٦) في (ظ): فأحبه.
(٧) في الصحاح ٤/ ١٤٢٣: يقال: كَلِفْتُ بهذا الأمر، أي أُولِعْتُ به.
(٨) في (ظ): جثى الصبي.
(٩) في (ظ): فخُيّر.
(١٠) في (ظ): بانت عليه.
(١١) هكذا بالإفراد: (أمارته) في كل من الأصل و (ظ)، والجار والمجرور بعدها (عليه) محذوف، فلا يوجد في نسخ التذكرة، وفي (العاقبة): وبدت علائم الموت وأماراته عليه.
(١٢) محمد بن خطاب، شيخ الهالك: أحمد بن كليب، انظر: جذوة المقتبس ص (١٣٥).
(١٣) في (ظ): فسمعته وهو في ذلك الحال.
(١٤) القائل هو: أحمد بن كُليب الشاعر، انظر: جذوة المقتبس للحميدي ص (١٣٤)؛ والبداية والنهاية لابن كثير ١٢/ ٤٠. قال ابن كثير بعد أن أورد هذه القصة: وهذه زلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>