للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخبار بمثل هذا القول، بل تُتأول وتحمل على ما يليق من التأويل (١)، والذين رووها هم الذين رووا لنا الصلوات الخمس وأحكامها، فإن صدقوا هنا صدقوا هناك، وإن كذبوا هنا كذبوا هناك، ولا تحصل الثقة بأحد منهم فيما يرويه.

وقد خرّج البزار في مسنده (٢) من حديث أبي هريرة عن النبي قال: "إن المؤمن إذا حُضر (٣) أتته الملائكة بحريرة فيها مسك، وضباير (٤) ريحان، فتُسل روحه كما تُسل الشعرة من العجين، فيقال (٥): أيتها النفس المطمئنة اخرجي راضية مرضيًا عنك إلى رَوْحِ الله وكرامته، فإذا خرجت روحه وضعت إلى ذاك (٦) المسك والريحان وطويت عليه الحريرة، وذهب به إلى


= على عرشه، ولا نقول كما قالت الجهمية: إنه ها هنا في الأرض. فقيل لأحمد بن حنبل، فقال: هكذا هو عندنا". العلو للذهبي ص (١٤٩)؛ وخلق أفعال العباد للإمام البخاري ص (٣١).
- وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم: سألت أبي وأبا زرعة رحمهما الله عن مذهب أهل السنة في أصول الدين وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك؟ فقالا: أدركنا العلماء في جميع الأمصار: حجازًا وعراقًا ومصرًا وشامًا ويمنًا فكان مذهبهم: أن الله على عرشه بائن من خلقه كما وصف به نفسه بلا كيف. شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لأبي القاسم اللالكائي ١/ ١٧٦.
وبعد فهذا نزر يسير من أقوال أئمة الإسلام في هذه المسألة، ولكن العجب كل العجب من أُناس. يتبعون هؤلاء الأئمة في فروع الدين والمسائل الفقهية ويخالفونهم في أصول الدين والمسائل العقدية.
(١) لكن طريقة سلف الأمة وأئمتها: أنهم يصفون الله تعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. فيثبتون ما ثبت من الصفات بلا تمثيل وينزهونه تعالى بلا تعطيل، فقوله تعالى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ رد على الممثلة، وقوله: ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ رد على المعطلة. انظر: منهاج السنة النبوية لابن تيمية ٢/ ٥٣٢.
(٢) لم أجد الحديث في مسند البزار المطبوع.
(٣) في (ظ): احتضر.
(٤) الضبارة: الحُزْمة، القاموس المحيط ص (٥٤٩).
(٥) في (ع): ويقال لها.
(٦) في (ع، ظ): على ذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>