وأما قول ابن عبد البر المشار إليه هو تعليقه على حديث النزول حيث يقول: وفيه دليل على أن الله ﷿ في السماء على العرش من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم إن الله ﷿ في كل مكان، وليس على العرش … ثم سرد الأدلة التي تبين صحة ما ذهب إليه، التمهيد ٧/ ١٢٨ - ١٢٩، وهو الحق الذي قرره أئمة الإسلام وهم الجماعة الذين ذكرهم ابن عبد البر في قوله، فقد سلك ابن عبد البر طريق السلف الصالح ومنهجهم في فهم آيات الصفات، وهذه طائفة من أقوال أولئك الأئمة الذين اقتدى بهم ابن عبد البر رحمهم الله تعالى جميعًا: - قال الأوزاعي: "كنا والتابعون متوافرون نقول إن الله ﷿ فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته". العلو للعلي الغفار للذهبي ص (١٣٠). - وقد سُئل الإمام أبو حنيفة النعمان: أين إلهك الذي تعبده؟ فسكت، ثم وضع كتابًا: الله ﵎ في السماء دون الأرض، فقال له رجل: أرأيت قول الله ﷿: ﴿وَهُوَ مَعَكُمْ﴾؟ قال: هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه. الأسماء والصفات للبيهقي ص (٤٢٩)، باختصار. - وقد سُئل الإمام مالك بن أنس عن قوله تعالى: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)﴾ كيف استوى؟ فأطرق مالك رأسه حتى علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعًا، فأمر به أن يُخرج. الأسماء والصفات للبيهقي ص (٤٠٨)، والعلو للذهبي ص (١٣٩). وهذا الأثر مشهور أيضًا عن ربيعة الرأي شيخ الإمام مالك، انظر: الأسماء والصفات للبيهقي ص (٤٠٨ - ٤٠٩)، والدر المنثور للسيوطي ٣/ ٩١. - وقال ابن أبي حاتم الرازي: حدثنا أبو شعيب وأبو نور عن أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي قال: القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها: أهل الحديث الذين رأيتهم وأخذت عنهم مثل سفيان ومالك وغيرهما، الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء، وأن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا كيف يشاء. اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ص (١٦٥). - وقال الإمام أحمد بن حنبل: هو على العرش وقد أحاط علمه بما دون العرش، ولا يخلو من علم الله مكان. انظر: الرد على الجهمية للإمام أحمد ص (٤٩). - وقد سئل الإمام عبد الله بن المبارك: كيف نعرف ربنا ﷿؟ قال: "في السماء السابعة =