للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن ابن نباتة (١) وقد رئي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال (٢): أوقفني بين يديه الكريمتين وقال: أنت الذي تلخص (٣) كلامك حتى يقال ما أفصحه، قلت: سبحانك، إني (٤) كنت أصفك، قال: قلْ كما كنت تقول [في دار الدنيا] (٥)، قلت: أبادهم الذي خلقهم، وأسكتهم الذي أنطقهم، وسيوجدهم كما أعدمهم، وسيجمعهم كما فرّقهم (٦)، قال لي: صدقت اذهب (٧) فقد غفرت لك (٨).

وعن منصور بن عمار (٩) أنه رئي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ قال (١٠): أوقفني بين يديه وقال لي: بماذا جئتني يا منصور (١١)؟ قلت: بست (١٢) وثلاثين حجة، قال: ما قبلت منها شيئًا، ولا واحدة، ثم قال: بماذا جئتني (١٣)؟ قلت (١٤): بثلاثمائة وستين ختمة للقرآن، قال: ما قبلت منها واحدة، قال: فبماذا جئتني يا منصور (١٥)، قلت: جئتك بك، قال سبحانه:


(١) الخطيب بن نباتة الحذاء، وقيل إياد الفارقي، خطيب حلب في أيام سيف الدولة بن حمدان، البداية والنهاية لابن كثير ١١/ ٣٢٣.
(٢) في (ظ): قال.
(٣) في (ع، ظ، ومصدر المؤلف): تخلّص، والأصل متوافق مع نسخة من نسخ مصدر المؤلف.
(٤) (أني): ليست في (ظ).
(٥) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، مصدر المؤلف).
(٦) من قوله: أبادهم الذي خلقهم .. إلى هذا الموضع ذكره عنه ابن كثير في البداية والنهاية ١١/ ٣٢٣.
(٧) (اذهب): ليست في (ظ).
(٨) ذكره الغزالي في كشف علوم الآخرة ص (٢٨).
(٩) منصور بن عمار بن كثير، الخراساني، الواعظ، قال الذهبي: لم أجد وفاة لمنصور، وكأنها في حدود المئتين، سير أعلام النبلاء ٩/ ٩٣.
(١٠) في (ع): فقال.
(١١) في (ظ): يا عمار.
(١٢) في (ع، ظ) بستة، وهو خطأ نحوي؛ لأن المعدود مؤنث فيذكر معه العدد من ثلاثة إلى عشرة، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف وقواعد العربية.
(١٣) في (ظ): يا عمار.
(١٤) في (ظ): فقلت.
(١٥) في (ظ): يا عمار.

<<  <  ج: ص:  >  >>