للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيقول الجليل : قربوه فنعم العبد كنت يا عبدي، فإذا أوقفه بين يديه الكريمتين أخجله ببعض اللوم والمعاتبة حتى يظن أنه قد هلك، ثم يعفو عنه (١).

كما روي عن يحيى بن أكثم (٢) القاضي وقد رئي في المنام فقيل له: ما فعل الله بك؟ فقال: أوقفني بين يديه (٣) ثم قال: يا شيخ السوء (٤)، فعلت كذا وفعلت كذا؟ فقلت: يا رب ما بهذا (٥) حدثت عنك، قال: فبماذا (٦) حدثت عني يا يحيى؟ فقلت: حدثني الزهري عن معمر عن عروة عن عائشة عن النبي عن جبريل عنك، سبحانك إنك قلت: إني لاستحيي أن أعذب شيبة (٧) شابت في الإسلام (٨)، فقال (٩): يا يحيى صدقت، وصدق الزهري، وصدق معمر، وصدق عروة، وصدقت عائشة، وصدق محمد، وصدق جبريل (١٠)، وقد (١١) غفرت لك (١٢).


(١) هذا الذي ذكره أبو حامد لا وجود له في شيء من دواوين السنة النبوية: الصحيحة منها والضعيفة، وما ذكره من الغيبيات التي فيه لا تعتقد إلا بدليل صحيح يدل عليها، وقد سبق تعليق ابن حجر على ما يورده الغزالي في كشف علوم الآخرة ص (١٥٧).
(٢) يحيى بن أكثم بن محمد بن قَطَن التميمي المروزي، ولي القضاء في عهد المأمون، توفي سنة ٢٤٢ هـ، السير ١٢/ ٥.
(٣) في (ع، ومصدر المؤلف): يديه الكريمتين.
(٤) ينزه الله عن مثل هذا القول، وهذا يدل على وضع وكذب مثل هذه المنامات.
(٥) في (الأصل): ما كذا وما أثبته من (ع، ظ، ومصدر المؤلف).
(٦) في (ع): فما، وفي (ظ): فبما، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٧) في (ع، ظ): أعذب ذا شيبة، والأصل متوافق مع مصدر المؤلف.
(٨) في (ظ): فضحك.
(٩) في (ظ): فقال سبحانه.
(١٠) في (ظ، من الهامش): وصدقت أنت، وصدقت أنا، اذهب.
(١١) في (ظ): فقد.
(١٢) لم أجد هذا الحديث، وهو من مرويات أبي حامد الغزالي في كشف علوم الآخرة ص (٢٧ - ٢٨)، وتشتمل هذه الرواية على أمور غيبية لا تثبت إلا بخبر الله تعالى أو خبر رسوله عنها بالسند الصحيح، ورواية الغزالي هذه ليست كذلك، بل علامات الوضع بادية عليها.

<<  <  ج: ص:  >  >>