للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكره الماوردي (١).

قال المؤلف: وفي هذا الخبر ما يدل على أن ملك الموت هو الموكل بقبض (٢) كل ذي روح، وأن تصرفه كله بأمر الله ﷿، [و] (٣) بخلقه، واختراعه.

قال ابن عطية (٤): وروي في الحديث أن البهائم (٥) يتوفى الله (٦) أرواحها دون ملك (٧) كأنه يعدم حياتها، قال: وكذلك الأمر في بني آدم إلا أنه (٨) شرف بتصرف (٩) ملك وملائكة معه في قبض أرواحهم، فخلق الله (١٠) ملك الموت (١١)، وخلق على يديه قبض الأرواح، وانسلالها من الأجسام، وإخراجها منه، وخلق جندًا يكونون معه يعملون عمله بأمره فقال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ﴾ [الأنفال: ٥٠]، وقال: ﴿تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا﴾ [الأنعام: ٦١]، والباري سبحانه خالق (١٢) الكل، الفاعل حقيقة لكل فعل، قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا﴾ [الزمر: ٤٢]، وقال (١٣): ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ﴾ [الملك: ٢]، وقال (١٤): ﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾


= عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق ، ولهذا كان يقول جعفر الصادق: ولدني أبو بكر الصديق مرتين، وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم تعرضوا لجده أبي بكر الصديق ، توفي الإمام جعفر الصادق سنة ١٤٨ هـ، السير ٦/ ٢٥٥.
(١) الإمام العلّامة، أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي، الشافعي، له تصانيف منها: الحاوي، وتفسير سماه النكت، والأحكام السلطانية، وغير ذلك، سير أعلام النبلاء ١٨/ ٦٤.
(٢) في (ظ): بقبض روح.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) أبو محمد عبد الحق ابن الحافظ أبي بكر بن غالب بن عطية الغرناطي، كان إمامًا في التفسير والعربية، من مؤلفاته: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، توفي سنة ٥٤٢ هـ، انظر: السير ١٩/ ٥٨٧. قلت: وهو غير أبي محمد عبد الحق الإشبيلي صاحب العاقبة في ذكر الموت والآخرة.
(٥) في (ع، ظ) البهائم كلها.
(٦) في (ظ): الله تعالى.
(٧) في (ع): ملك الموت.
(٨) في (ع): نوع شرف.
(٩) في (ع): بتصريف.
(١٠) في (ع، ظ): الله تعالى.
(١١) في (ظ): ملكًا.
(١٢) في (ع): خلق.
(١٣) (وقال): ليست في (ع).
(١٤) (وقال): ليست في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>