للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المؤكد وصول المؤلف إلى مصر قبل يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب سنة سبع وأربعين وستمائة (٦٤٧ هـ)؛ لأنه في هذا التاريخ نص على أنه عن روي عن شيخه الإمام الحافظ المسند أبي الحسن علي بن محمد بن محمد بن محمد بن عمرو البكري التيمي من ولد أبي بكر الصديق قراءة عليه بالمنصُورة (١) بالديار المصرية. لكن من المرجح أن المؤلف وصل إلى مصر قبل هذا التاريخ بكثير للفارق الزمني الكبير بين تاريخ سقوط قرطبة وتاريخ روايته عن شيخه أبي الحسن البكري المتقدم.

- أما اختيار المؤلف لمصر مع وجود عاصمة الخلافة: بغداد، وكثرة العلماء فيها، فمن المحتمل أنه أثر الابتعاد عن العاصمة؛ لأنها مسرح للأحداث، ومحل للفتن وهجمات الأعداء، فإذا كان هذا هو السبب فيكون قد صدق ظنه؛ لأن في زمن وجود المؤلف في مصر هجم التتار على بغداد وقتلوا فيها ألف ألف نسمة وأكثر العلماء والفقهاء (٢).

ومن المحتمل أيضًا أن اختياره لمصر كان لوجود بعض العلماء الذين كان يتطلع إلى التلقي منهم كشيخه أبي العباس أحمد بن عمر القرطبي، الذي كان مقيمًا في الإسكندرية (٣) حيث أكثر المؤلف من الرواية عنه والملازمة له.

- كما لم تذكر لنا مصادر ترجمة المؤلف أنه نزل في غير الإسكندرية، والفيوم، ومنية بني خصيب في صعيد مصر إلا ما ذكره عن نفسه أنه روى عن شيخه أبي الحسن البكري بالمنصُورة من مدن مصر.

وأيضًا لم تذكر لنا مصادر الترجمة لماذا انتقل القرطبي إلى منية بني خصيب في الصعيد وفضلها على غيرها من مناطق مصر؛ لتكون آخر محط


(١) تقع مدينة المنصورة في دلتا النيل قريبًا من الزقازيق وعلى فرع النيل الشرقي، موسوعة المدن العربية الإسلامية ص (٢٠٧).
(٢) انظر: ص (١٧).
(٣) ثاني أكبر مدن مصر تقع على البحر الأبيض المتوسط على الساحل الأفريقي على خط ٣١ درجة شمالًا، بين مدينتي رشيد شرقًا، ومرسي مطروح غربًا، موسوعة المدن العربية والإسلامية ص (٢٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>