للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رحله؛ فلعل السبب في ذلك والعلم عند الله تعالى: هو وجود شيخه أبي الحسن علي بن هبة الله الشافعي في منية بني خصيب الذي روى عنه المؤلف، وقد أورد القرطبي في كتابه التذكرة ثلاث روايات بسنده عن شيخه أبي الحسن هذا، فمن ذلك قوله: "وأنبأناه الشيخ الفقيه الإمام المفتي أبو الأحسن علي بن هبة الله الشافعي بمنية بني خصيب (١) على ظهر النيل بها".

ولعل أيضًا من أسباب اختيار صعيد مصر: هو رغبة المؤلف في أن يقضي باقي أيام عمره بعيدًا عن المدنية؛ ليتفرغ لعبادة ربه ﷿، وتأليف كتبه وتنقيح المؤلَّفِ منها، فاختار منية بني خصيب بصعيد مصر، فأهل الصعيد في جملتهم فلاحون يعيشون حياة لا تكلفَ فيها، قد تكون أقرب إلى الحياة التي عاشها المؤلف أيام شبابه في قرطبة، وأقرب إلى حياة الزهد التي يحبها.

فبقي في منية بني خصيب إلى أن توفي فيها في أوائل سنة (٦٧١ هـ) (٢)، وقيل في شوال من السنة نفسها (٣).

* * * * *


(١) تسمّى الآن بمحافظة المنيا، وتقع في وادي النيل بين أسيوط جنوبًا وبني سويف شمالًا، وهي تحاذي الصحراء الغربية لجهة الشرق، موسوعة المدن العربية والإسلامية ص (٢٠٩).
(٢) انظر: تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، للذهبي ٥٠/ ٧٥.
(٣) انظر: معجم المؤلفين لرضا كحالة ٨/ ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>