للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأقبل عليهما بالخصومة يخاصمهما ويقول: تهدداني كيما أشك في ربي وتريداني أن أتخذ غيره ولياً وأنا أشهد أن لا إله إلا الله.

وهو ربي وربكما.

ورب كل شيء ونبيي محمد وديني الإسلام؟ ثم ينتهرانه ويسألانه عن ذلك فيقول: ربي الله فاطر السموات والأرض، إياه كنت أعبد ولم أشرك به شيئاً ولم أتخذ غيره أحداً رباً.

أفتريدان أن ترداني عن معرفة ربي وعبادتي إياه؟ نعم هو الله الذي لا إله إلا هو.

قال: فإذا قال ذلك ثلاث مرات مجاوبة لهما تواضعا له حتى يستأنس إليهما أنس ما كان في الدنيا إلى أهل وده ويضحكان إليه ويقولان له: صدقت وبررت أقر الله عينيك وثبتك، أبشر بالجنة وبكرامة الله ثم يدفع عنه قبره هكذا وهكذا فيتسع عليه مد البصر ويفتحان له باباً إلى الجنة فيدخل عليه من روح الجنة وطيب ريحها ونضرتها في قبره ما يتعرف به كرامة الله تعالى، فإذا رأى ذلك استيقن بالفور فحمد الله، ثم يفرشان له فراشاً من إستبرق الجنة ويضعان له مصباحاً من نور عند رأسه ومصباحاً من نور عند رجليه يزهران في قبره، ثم ندخل عليه ريح أخرى، فحين يشمها يغشاه النعاس فينام فيقولان له: ارقد رقدة العروس قرير العين لا خوف عليك ولا حزن.

ثم يمثلان عمله الصالح في أحسن ما يرى من صورة، وأطيب ريح فيكون عند رأسه، ويقولان: هذا عملك وكلامك الطيب قد مثله الله لك في أحسن ما ترى من صورة وأطيب ريح ليؤنسك في قبرك فلا تكون وحيداً ويدرأ عنك هوام الأرض وكل دابة وكل أذى فلا يخذلك في قبرك ولا في شيء من

<<  <   >  >>