وقال ابن القيم: وبالجملة فأفضل ما يهدى إلى الميت العتق والصدقة والاستغفار له والدعاء له والحج عنه، وأما قراءة القرآن وإهداؤها له تطوعًا بغير أجرة فهذا يصل إليه كما يصل ثواب الصوم والحج، فإن قيل فهذا لم يكن معروفًا السلف ولا يمكن نقله عن واحد منهم مع شدة حرصهم على الخير لأرشدهم النبي ﷺ وقد أرشدهم إلى الدعاء والاستغفار والصدقة والحج والصيام، فلو كان ثواب القراءة يصل لأرشدهم إليه، ولكانوا يفعلونه؟ فالجواب: أن مُورِدَ هذا السؤال إن كان معترفًا بوصول ثواب الحج والصيام والاستغفار قيل له: ما هذه الخاصية التي منعت وصول ثواب القرآن واقتضت وصول ثواب هذه الأعمال؟ وهل هذا إلا تفريق بين المتماثلات؟ وإن لم يعترف بوصول تلك الأشياء إلى الميت فهو محجوج بالكتاب والسنة والإجماع وقواعد الشرع، وأما السبب الذي لأجله لم يظهر ذلك عن السلف فهو إنهم لم يكن لهم أوقاف على من يقرأ ويهدي إلى الموتى ولا كانوا يعرفون ذلك البتة، ولا كانوا يقصدون القبر عند القراءة كما يفعله الناس اليوم، ولا كان أحدهم يُشهد من حضره من الناس على أن ثواب هذه القراءة لفلان الميت، بل ولا ثواب الصدقة والصوم، ثم يقال لهذا السائل لو =