للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطالبين، ومالك يوم الدين الذي يعلم ما يُخفى (١) في الضمير (٢) وتدبر في الصغير والكبير (٣)، فإن كنت قضيت الحاجة بفضلك، وشفعتني في عبدك فاقبضني إليك إنك (٤) على كل شيء قدير، ثم صرخت صرخة فارقت الدنيا، رحمة الله عليها، قال: ثم قامت الثانية فنادت بأعلى صوتها: يا رب يا رب فرج كربتي (٥) وخلص من الشك قلبي، يا من أقامني من صرعتي، وأقالني من عثرتي (٦)، وأعانني في شدتي فإن (٧) كنت قبلت دعوتي، وقضيت حاجتي، وأنجحت طلبتي فألحقني بأختي، ثم صاحت صيحة فارقت الدنيا، رحمة الله عليها، قال: ثم قامت (٨) الثالثة فنادت بأعلى صوتها: يا أيها الجبار الأعظم، والملك الأكرم، والعالم بمن سكت وتكلم، لك الفضل العظيم، والملك القديم، والوجه الكريم، العزيز من أعززته، والذليل من أذللته، والشريف من شرفته، والسعيد من أسعدته، والشقي من أشقيته، والقريب من أدنيته (٩)، والبعيد من أبعدته، والمحروم من أحرمته (١٠)، والرابح من أوهبته (١١)، والخاسر من عذبته، أسألك باسمك العظيم، ووجهك الكريم، وعلمك المكنون الذي بعد عن إدراك الأفهام وغمض عن مُنَاوَله الأوهام، باسمك الذي جعلته على الليل فدجى، وعلى النهار فأضاء، وعلى الجبال فدكدكت (١٢)، وعلى الرياح فسارت (١٣) وعلى السماوات فارتفعت، وعلى الأصوات


(١) في (ع، ظ): أخفي.
(٢) في (ظ): ما في الصدور والضمير.
(٣) في (ع، ظ): تدبر من الصغير والكبير، وفي ظني أن ما بكل النسخ يحتاج إلى تقدير لكي يستقيم المعنى، فنقدر ما في الأصل: تدبر الإنسان في الأمر الصغير والكبير، وعلى نسختي (ع، ظ) يكون التقدير: تدبر أم الصغير والكبير. وهذا الاحتمال مبني على أن حرف الجر (من) تحرف من كلمة (أمر).
(٤) في (ع): وأنت.
(٥) في (ع): كربي.
(٦) في (ع، ظ): ودلني من حيرتي.
(٧) في (ع، ظ): إن.
(٨) في (ظ): تقدمت.
(٩) في (ظ): قربته.
(١٠) في (ظ): حرمته.
(١١) في (ظ): وهبته.
(١٢) في (ع): فتدكدكت.
(١٣) في (ع): فثارت.

<<  <  ج: ص:  >  >>