للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتبع الميت إلى قبره، وبعد موته وما يبقى معه فيه (١).

وقد قيل: إن ثواب القراءة للقارئ وثواب الاستماع للميت (٢)، وكذلك (٣) تلحقه الرحمة، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٢٠٤)[الأعراف: ٢٠٤].

قلت: ولا يبعد في كرم الله تعالى أن يلحقه ثواب القراءة والاستماع جميعًا، ويلحقه ثواب ما يُهدى إليه من قراءة القرآن وإن لم يسمعه كالصدقة والدعاء والاستغفار لما ذكرنا؛ ولأن القرآن دعاء واستغفار وتضرع وابتهال، وما تقرب المتقربون إلى الله تعالى بمثل القرآن، قال النبي (٤): "يقول الرب (٥) : من شغله قراءة (٦) القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين"، رواه الترمذي (٧) وقال فيه: حديث حسن غريب (٨).

وقال : "إذا مات الإنسان انقطع عمله (٩) إلا من ثلاثة: صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له" (١٠). والقراءة في معنى الدعاء، وذلك صدقة من الولد ومن الصاحب والصديق والمؤمنين حسب ما ذكرنا والله أعلم (١١).


(١) (وبعد موته وما يبقى معه فيه): ليست في (ع، ظ).
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ومن قال إن الميت ينتفع بسماع القرآن ويؤجر على ذلك فقد غلط؛ لأن النبي قال: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له"، فالميت بعد الموت لا يثاب على سماع ولا غيره، وإن كان الميت يسمع قرع نعالهم، ويسمع سلام المسلم عليه، ويسمع غير ذلك، لكن لم يبق له عمل غير ما استثني. مجموع الفتاوى ٢٤/ ٣١٧؛ واقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٧٤١.
(٣) في (ع، ظ) ولذلك.
(٤) (النبي): ليست في (ع، ظ).
(٥) (الرب): ليست في (ع).
(٦) (قراءة): ليست في (سنن الترمذي).
(٧) في السنن ٥/ ١٨٤، ح ٢٩٢٦؛ والدارمي في السنن ٢/ ٥٣٣، ح ٣٣٥٦؛ والبخاري في خلق أفعال العباد ص (١٠٩)، قال الألباني: ضعيف، انظر: ضعيف سنن الترمذي ص (٣٥٣)، ح ٥٦٢.
(٨) (حسن): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع الترمذي.
(٩) في (ع): انقطع عنه عمله.
(١٠) أخرجه مسلم ٣/ ١٢٥٥، ح ١٦٣١.
(١١) في (ع): وبالله التوفيق، وفي (ظ): وبالله توفيقنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>