للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا وليت أمور قوم ليلة … فاعلم بأنك بعدها مسؤول

وإذا حَملتَ إلى القبور جنازة … فاعلم بأنك بعدها محمول

يا صاحب القبر المنقش سطحه … ولعله من تحته مغلول (١)

وفي صحيح مسلم (٢) عن أبي الهياج الأسدي (٣) قال: قال لي (٤) علي بن أبي طالب : ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله ، ألا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته.

وقال أبو داود في المراسيل (٥) عن عاصم عن [ابن أبي صالح] (٦): رأيت قبر النبي شبرًا، أو نحوًا من شبر. يعني في الارتفاع.

قال علماؤنا (٧): يسنم القبر ليعرف كي يحترم، ويمنع من الارتفاع الكثير الذي كانت الجاهلية تفعله فإنها (٨) كانت تعلي عليها، وتبني فوقها تفخيمًا لها، وتعظيمًا، وأنشدوا (٩):

أرى أهل القصور (١٠) إذا أميتوا … بنوا فوق المقابر (١١) بالصخور

أبوا إلا مباهاة وفخرًا … على الفقراء حتى في القبور

لعمرك لو كشفت الترب عنهم (١٢) … فما تدري (١٣) الغني من الفقير


(١) في (ع): معلول.
(٢) في صحيحه ٢/ ٦٦٦، ح ٩٦٩.
(٣) حيّان بن حصين أبو الهياج الأسدي، كوفي ثقة، روى عن عمر وعلي، وغيرهم، التاريخ الكبير للبخاري ٣/ ٥٣ رقم ٢٠٣، والكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة للذهبي ١/ ٣٥٩ رقم ١٢٨٧.
(٤) (لي): ليست في (ع).
(٥) المراسيل مع الأسانيد لأبي داود السجستاني ص (٢١١).
(٦) في (الأصل): بن صالح، (ع): أبي صالح، والتصويب من (ظ، والمراسيل).
(٧) لم أتعرف على القائل.
(٨) (فإنها): ليست في (ع)، وفي الأصل: وكأنها، وتصويبه من (ظ).
(٩) ذكره صاحب نفح الطيب ٢/ ٧٣٣، ونسبه إلى الأمير الشاعر محمد بن عبد الرحمن بن الحكم.
(١٠) في نفح الطيب: أهل اليسار.
(١١) في نفح الطيب: بنوا تلك المقابر.
(١٢) في نفح الطيب: لعمر أبيهم لو أبصروهم.
(١٣) في نفح الطيب: لما عُرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>