للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا الجلد المباشر ثوب صوف … من الجلد المباشر للحرير

إذا أكل الثرى هذا وهذا … فما فضل الغني على الفقير

يا هذا أين الذي: جمعته من الأموال (١)، وأعددته للشدائد والأهوال، لقد أصبحت كفك عنه (٢) عند الموت خالية صفرًا، وبدلت من بعد غناك عزّك ذُلًّا وفقرًا (٣)، فكيف أصبحت يا رهين أوزاره، ويا من سُلب من أهله وداره ما كان أخفى عليك سبيل الرشاد، وأقل اهتمامك بحمل (٤) الزاد إلى سفرك البعيد، وموقفك الصعب الشديد، أو ما علمت يا مغرور أن (٥) لا بد من الارتحال إلى يوم شديد الأهوال، وليس ينفعك ثم قيل (٦) ولا قال، بل يُعدّ عليك بين يدي الملك الديان ما بطشت اليدان، ومشت القدمان، ونطق به اللسان، وعملت الجوارح والأركان، فإن رحمك فإلى الجنان، وإن كانت الأخرى فإلى النيران، يا غافلًا عن هذه الأحوال إلى كم هذه الغفلة والتوان، أتحسب أن الأمر صغير أو تزعم أن الخطب يسير، أو تظن (٧) أن سينفعك حالك إذا آن ارتحالك، أو ينقذك (٨) مالُك حين توبقك أعمالك أو يغني عنك ندمك إذا زلت بك قدمك، أو يعطف عليك معشرك حين يضمك محشرك، كلا والله ساء ما تتوهم، ولا بد لك أن ستعلم لا بالكفاف تقنع، ولا من الحرام تشبع، ولا للعظاة تسمع، ولا بالوعيد تردع (٩)، دأبك أن تتقلب مع الأهواء، وتخبط خبط العشواء، يعجبك التكاثر بما لديك، ولا تذكر ما بين يديك، يا نائمًا في غفلةٍ (١٠) وفي خبطه يقظان، إلى كم هذه الغفلة والتوان؟ أتزعم أن ستترك سدى وأن لا تحاسب غدًا، أم تحسب أن الموت يقبل الرِّشا أم يميز بين الأسد والرَّشا؟ كلا والله لا يدفع الموت عنك (١١) مال ولا بنون، ولا ينفع


(١) في (ع): المال.
(٢) في (ع، ظ): منه.
(٣) في (ع): من بعد غناك فقرًا.
(٤) في (ظ): لحمل.
(٥) في (أن): ليست في (ظ).
(٦) في (ظ): لا قيل.
(٧) في (ظ): وتظن.
(٨) في (ظ): وينقذك.
(٩) في (ع): ترتدع.
(١٠) في (ع): غفلته.
(١١) في (ع): لن يدفع عنك الموت، وفي (ظ): لن يدفع المنون عنك.

<<  <  ج: ص:  >  >>