للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل القبور سوى العمل المبرور، فطوبى لمن سمع ووعي وحقق ما ادعى، ونهى النفس عن الهوى، وعلم أن الفائز من ارعوى ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى (٣٩) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (٤٠)[النجم: ٣٩، ٤٠]. فانتبه من هذه الرقدة، واجعل (١) العمل الصالح لك عِدة، ولا تتمنى منازل الأبرار (٢) وأنت مقيم على الأوزار، و (٣) عامل بعمل الفجار، بل أكثر من الأعمال الصالحات، وراقب (٤) في الخلوات رب الأرض والسماوات، ولا يغرنك (٥) الأمل فتزهد عن (٦) العمل، أو ما سمعت الرسول حيث يقول لما جلس على القبور (٧): "إخواني (٨) لمثل هذا فأعدوا" (٩).

أو ما سمعت الذي خلقك (١٠) فسوَّى (١١) يقول: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾ [البقرة: ١٩٧].

وأنشدوا (١٢):

تزود من معاشك للمعاد … وقم الله واعمل خير زاد

ولا تجمع من الدنيا كثيرًا … فإن المال يُجمع للنفاد

أترضى أن تكون رفيق قوم … لهم زاد وأنت بغير زاد

وقال آخر (١٣):

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى … ولاقيت بعد الموت من قد تزوَّدا

ندمت على أن لا تكون كمثله … وأنك لم ترصد كما كان أرصدا

وقال آخر (١٤):


(١) في (ع): واعمل.
(٢) في (ع): الأخيار.
(٣) (الواو): ليس في (ع).
(٤) في (ع): راقب الله.
(٥) في (ع، ظ): يغرك.
(٦) في (ع): في.
(٧) في (ع، ظ): القبر.
(٨) في (ع): يا إخواني.
(٩) تقدم تخريجه ص (٣٠٢).
(١٠) في (ظ): خلق.
(١١) في (ع): فسواك.
(١٢) في (ظ): وأنشد.
(١٣) ذكره أحمد المقري في نفح الطيب ٦/ ٣٣٣.
(١٤) لم أجد من ذكر هذه الأبيات.

<<  <  ج: ص:  >  >>