للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عمله، فإذا فرغ من ذلك دخل (١) عليه فتانا القبر وهما ملكان أسودان يخرقان الأرض بأنيابهما، لهما شعور مسدولة يجرانها على الأرض، كلامهما كالرعد القاصف، وأعينهما كالبرق الخاطف، ونفسهما كالريح العاصف، بيد كل واحد منهما (٢) مقمع من حديد لو اجتمع عليه الثقلان ما رفعاه (٣)، لو ضرب به (٤) أعظم جبل لجعله دكًا، فإذا أبصرتهما النفس ارتعدت وولت هاربة فتدخل في منخر (٥) الميت فيحيى الميت من الصدر ويكون كهيئته عند الغرغرة، ولا يقدر على حراك (٦) غير أنه وينظر، قال: فيبتدآنه بعنف وينتهرانه بجفاء وقد صار التراب له كالماء حيث ما تحرك انفسح فيه (٧)، ووجد فرجة، فيقولان: له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن (٨) نبيك؟ وما قبلتك؟ فمن وفقه الله وثبته بالقول الثابت قال: من وكلكما علي؟ ومن أرسلكما إلي؟ وهذا لا يقوله إلا العلماء الأخيار، فيقول (٩) أحدهما للآخر: صدق، كفي شرنا، ثم يضربان عليه القبر كالقبة العظيمة، ويفتحان له بابًا إلى الجنة من تلقاء يمينه، ثم يفرشان له من حريرها، وريحانها (١٠)، ويدخل عليه من نسيمها، وروحها وريحانها، ويأتيه عمله في صورة أحب الأشخاص إليه يؤنسه، ويحدثه، ويملأ قبره نورًا، ولا يزال في فرح وسرور ما بقيت الدنيا حتى تقوم الساعة، ويسأل متى تقوم الساعة؟ (١١) فليس شيء أحب إليه من قيامها، ودونه (١٢) في المنزلة المؤمن


(١) في (الأصل) و (ع): دخلا، على لغة أكلوني البراغيث، وما أثبته من (ظ، وكشف علوم الآخرة).
(٢) (منهما): ليست في (ظ).
(٣) (لو اجتمع عليه الثقلان ما رفعاه): ليست في (ظ).
(٤) في (ظ): بها.
(٥) في (ظ): منخري.
(٦) في (الأصل): الحراك، وما أثبته من (ع، ظ، كشف علوم الآخر).
(٧) في (ع): له فيه.
(٨) في (ظ): وما.
(٩) في (الأصل): يقول، وما أثبته من (ع، ظ، كشف علوم الآخرة).
(١٠) (وريحانها): ليست في (ظ).
(١١) (ويسأل متى تقوم الساعة): ليست في (ظ).
(١٢) في (ظ): ودونها.

<<  <  ج: ص:  >  >>