للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالجنة والنعيم فيها بالرياض، يقال: فلان في الجنة، إذا كان في رغد من العيش وسلامة (١)، فالمؤمن يكون في قبره في روح ورائحة (٢)، وطيب عيش، وقد رفع الله عن عينيه الحجاب حتى يرى مدى بصره كما في الخبر. وأراد بحفرة النار: ضغطة القبر، وشدة المسايلة، والخوف، والأهوال التي تكون فيها على الكفرة، وبعض أهل الكبائر، والله أعلم، والأول أصح؛ لأن الله سبحانه (٣) ورسوله يقص الحق، ولا استحالة في شيء من ذلك.

الفصل السادس: روى أبو عمر بن عبد البر (٤) في التمهيد (٥): عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: أيها الناس: إن الرجم حق فلا تخدعن عنه، وإن آية ذلك أن رسول الله قد رجم، وأن أبا بكر قد رجم وإنا قد رجمنا بعدهما، وسيكون أقوام من هذه الأمة يكذبون بالرجم، ويكذبون بالدجال، ويكذبون بطلوع الشمس من مغربها (٦)، ويكذبون بعذاب القبر، ويكذبون بالشفاعة، ويكذبون بقوم يخرجون من النار بعدما امتحشوا.

قال علماؤنا (٧) رحمة لله عليهم: هؤلاء هم القدرية (٨)، والخوارج (٩)، ومن سلك سبيلهم (١٠)، وافترقوا في ذلك فرقًا، فصار أبو الهذيل (١١) وبِشْر إلى


(١) في (الأصل): والسلامة، وما أثبته من (ع، ظ).
(٢) في (ع): راحة.
(٣) في (ظ): وتعالى.
(٤) (بن عبد البر) ليست في (ع).
(٥) التمهيد ١٩/ ٦٩، ٢٢/ ٩٨.
(٦) في (ع): المغرب.
(٧) لم أقف على القائل.
(٨) هم الذين يزعمون أن كل عبد خالقٌ لفعله، ولا يرون المعاصي بتقدير الله تعالى، التعريفات للجرجاني ص (٢٢٢).
(٩) فرقة خرجت على علي بن أبي طالب ، ثم تفرقت فرقًا كثيرة يجمعها على افتراق مذاهبها: إكفار علي والحكمين، وأصحاب الجمل وكل من رضي بتحكيم الحكمين، والإكفار بارتكاب الذنوب، ووجوب الخروج على الإمام الجائر، انظر: مقالات الإسلاميين لأبي الحسن الأشعري ص (٨٦)، والفرق بين الفرق للبغدادي ص (٥٥).
(١٠) في (ظ): مسلكهم.
(١١) أبو الهذيل محمد بن هذيل العبدي، يلقب بالعلّاف من معتزلة البصرة، تنسب إليه فرقة الهذيلية من المعتزلة توفي سنة ٢٣٥ هـ، مقالات الإسلاميين لأبي القاسم البلخي ص (٦٩)؛ وفرق وطبقات المعتزلة للنشار ص (٥٤، ٥٨، ١٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>