للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يعود (١)، فيصنع مثله قلت ما هذا؟! قالا (٢) انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على رجل مضطجع على قفاه ورجل قائم على رأسه بفهر (٣) أو صخرة فيشدخ (٤) بها رأسه، فإذا ضربه تدهده (٥) الحجر فانطلق إليه ليأخذه فلا يرجع إلى هذا حتى يلتئم رأسه وعاد رأسه كما هو فعاد إليه فضربه، قلت: ما هذا؟! قالا: انطلق، فانطلقنا إلى نقْبٍ (٦) مثل التنور أعلاه ضيق وأسفله واسع يتوقد تحته نار فإذا اقترب ارتفعوا حتى كادوا أن يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر رجل بين يديه حجارة (٧) فأقبل الرجل الذي في النهر فإذا أراد أن يخرج رمى الرجل بحجر (٨) في (٩) فيه فرده حيث كان فجعل كلما جاء ليخرج رمى في فيه بحجر فيرجع كما كان، فقلت: ما هذا؟ قالا: انطلق، فانطلقنا حتى انتهينا إلى روضة خضراء فيها شجرة عظيمة وفي أصلها شيخ وصبيان وإذا رجل قريب من (١٠) الشجرة بين يديه نار يوقدها فصعدا بي الشجرة وأدخلاني دارًا لم أر قط أحسن منها فيها شيوخ وشباب ونساء وصبيان ثم أخرجاني منها فصعدا بي الشجرة فأدخلاني دارًا هي أحسن وأفضل فيها شيوخ وشباب قلت طوفتماني الليلة فأخبراني عما رأيت قالا: نعم الذي رأيته يشق شدقه فكذاب يحدث بالكذبة فتحمل عنه حتى تبلغ الآفاق فيصنع به إلى يوم القيامة والذي رأيته يُشدخُ رأسُه (١١)


(١) (حتى يعود): ليست في (ظ).
(٢) في (ظ): قال.
(٣) الفهر: الحجر ملء اليد، الصحاح ٢/ ٧٨٤.
(٤) الشدخ: كسر الشيء الأجوف، النهاية ٢/ ٤٥١.
(٥) تدهده: تدحرج وسقط، النهاية ٢/ ٩٥.
(٦) في (البخاري): ثقب.
(٧) في البخاري: حتى أتينا على نهر من دم فيه رجل قائم وعلى وسط النهر، قال يزيد ووهب بن جرير عن جرير بن حازم: وعلى شط النهر رجل بين يديه حجارة …
(٨) (ظ): رماه الرجل بحجر.
(٩) هذا الموضع إلى قوله: بحجر، ساقط من (ظ).
(١٠) (من): ليست في (ظ).
(١١) في (ظ): وجهه.

<<  <  ج: ص:  >  >>