للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسار معه جبريل فأتى على قوم يزرعون في يوم ويحصدون في يوم، كلما حصدوا عاد كما كان، فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: المهاجرون (١) في سبيل الله يضاعف لهم الحسنة بسبعمائة ضعف (٢): ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)[سبأ: ٣٩]، ثم أتى على قوم ترضخ رؤوسهم بالصخر (٣) كلما رضخت عادت كما كانت لا يفتر عنهم شيء من ذلك، فقال: يا جبريل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء الذين تتثاقل رؤوسهم عن (٤) الصلاة، قال: ثم أتى على قوم على أقبالهم رقاع وعلى أدبارهم رقاع يسرحون كما تسرح (٥) الأنعام عن الضريع والزقوم، ورضف (٦) جهنم وحجارتها، قال: ما هؤلاء يا جبريل؟ قال: الذين (٧) لا يؤدون صدقات أموالهم، وما ظلمهم الله، وما الله بظلام للعبيد، ثم أتى على قوم بين أيديهم لحم في قدر نضيج، ولحم آخر خبيث فجعلوا يأكلون من الخبيث ويدعون النضيج الطيب فقال: يا جبريل من هذا (٨)؟ قال: هذا الرجل (٩) يقوم وعنده امرأة حلالًا طيبًا فيأتي المرأة الخبيثة فتبيت معه (١٠) حتى يصبح، ثم أتى على خشبة على (١١) الطريق لا يمر بها شيء إلا قصفته، يقول الله ﷿: ﴿وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ﴾ [الأعراف: ٨٦]، ثم مرّ على رجل قد جمع حزمة عظيمة لا يستطيع حملها وهو يريد (١٢) أن يزيد عليها (١٣)، قال: يا جبريل من هذا؟ قال: هذا رجل من أمتك عليه أمانة لا يستطيع أداءها وهو يزيد عليها، ثم أتى على قوم تقرض شفاههم بمقاريض من حديد كلما قرضت عادت كما كانت ولا يفتر عنهم شيء من


(١) في (ع): هؤلاء المهاجرون.
(٢) (ضعف): ليست في (ع، ظ).
(٣) (بالصخر): ليست في (ع).
(٤) في (الأصل): عند، والتصويب من (ع، ظ، دلائل النبوة).
(٥) في (الأصل): يرحون كما ترح، والتصويب من (ع، ظ، دلائل النبوة).
(٦) الرَضْفُ: الحجارة المحماة، الصحاح ٤/ ١٣٦٥.
(٧) في (ع، ظ): هؤلاء الذين.
(٨) في (ع، ظ): هؤلاء.
(٩) في (ع): هذا الرجل الذي.
(١٠) في (ظ): فيبيت معها.
(١١) في (ع): في.
(١٢) (يريد): ليس في (ظ).
(١٣) من هذا الموضع وإلى قوله: يزيد عليها، ساقط من (ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>