للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الترمذي (١) في قصة أصحاب الأخدود: "وأن الغلام الذي قتله الملك دفن قال: فيذكر أنه أخرج في زمن (٢) عمر بن الخطاب وإصبعه على صدغه كما وضعها حين قتل، قال: حديث حسن غريب. وقصة الأخدود مخرجة في صحيح مسلم (٣)، وكانوا بنجران في الفترة ما بين (٤) عيسى ومحمد ، وقد ذكرناها مستوفاة (٥) في كتاب جامع أحكام القرآن والمبين لما تضمن من السنة وآي الفرقان (٦)، وروى نقلة الأخبار (٧) أن معاوية لما أجرى العين التي استنبطها بالمدينة في وسط المقبرة، وأمر الناس بتحويل موتاهم وذلك في أيام خلافته، وبعد الجماعة بأعوام وذلك بعد أحدٍ بنحو من خمسين سنة فوجدوا على حالهم حتى أن الكل رأوا المسحاة أصابت قدم حمزة بن عبد المطلب فسال منه الدم، وأن جابر بن عبد بن حرام أخرج أباه الله عبد الله بن حرام كأنما دفن بالأمس، وهذا أشهر في الشهداء من أن يحتاج فيه إلى إكثار.

وقد روى كافة أهل المدينة أن جدار قبر النبي لما انهدم أيام خلافة الوليد بن عبد الملك بن مروان وولاية عمر بن عبد العزيز على المدينة بدت لهم قدم فخافوا أن تكون قدم رسول الله فجزع الناس حتى روى لهم سعيد بن المسيب: "أن جثث الأنبياء لا تقيم (٨) في الأرض أكثر من أربعين يومًا ثم ترفع (٩)، وجاء سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب فعرف أنها قدم جده عمر وكان قُتل شهيدًا.


(١) في جامعه ٥/ ٤٣٨، ح ٣٣٤٠، صححه الألباني، انظر: صحيح الترمذي للألباني ٣/ ١٢٨ - ١٣٠، ح ٢٦٦١.
(٢) في (ظ): زمان.
(٣) ٤/ ٢٢٩٩، ح ٣٠٠٥.
(٤) في (الأصل، ظ): في الفتنة بين، والتصويب من (ع).
(٥) في (ع): مستوفاة في البروج.
(٦) ١٩/ ١٨٨ رقم الفقرة: ٢٨٦.
(٧) انظر: ابن سعد في طبقاته الكبرى ٣/ ١١؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٤/ ٢١٦، ح ١٩٤٣٤؛ وابن المبارك في كتاب الجهاد ص (٨٤)، ح ٩٨.
(٨) في (ع): لا تقم.
(٩) رواه عبد الرزاق في مصنفه ٣/ ٥٧٦، ح ٦٧٢٥ وفيه عن سعيد بن المسيب أنه رأى =

<<  <  ج: ص:  >  >>