للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا (١) الأرض لأن (٢) العرش فوق السماوات كلها فكيف تكون حملته في السماوات، وأما جبريل وميكاييل وملك الموت فمن (٣) الصافين المسبحين حول العرش، وإذا كان العرش فوق السماوات لم يكن الاصطفاف حوله في السماوات، وكذلك القول الثاني؛ لأن الولدان والحور في الجنة، والجنان وإن كانت (٤) بعضها أرفع من بعض وأن (٥) جميعها (٦) فوق السموات ودون العرش وهي بانفرادها عالم مخلوق للبقاء (٧) فلا شك أنها بمعزل عما خلق الله تعالى للفناء. وصرفه إلى موسى فلا وجه له؛ لأنه قد مات بالحقيقة فلا يموت عن نفخ الصور ثانية، ولهذا (٨) لم يعتد في ذكر اختلاف المتأولين في الاستثناء بقول من قال: إلا من شاء الله، أي الذين سبق موتهم قبل نفخ الصور؛ لأن الاستثناء إنما يكون لمن يمكن دخوله في الجملة، فأما من لا يمكن دخوله فيها فلا معنى لاستثنائه منها، والذين ماتوا قبل نفخ الصور ليسوا بغرض أن يصعقوا فلا وجه لاستثنائهم، وهذا في موسى موجود فلا وجه لاستثنائه، وقال النبي في ذكر موسى ما يعارض الرواية الأولى وهو أن قال: "الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أو جوزي بصعقة الطور" (٩)، فظاهر هذا الحديث أن هذه صعقةُ غشي تكون يوم القيامة لا صعقة الموت الحادثة عن نفخ الصور [فإن حُمِلَ الحديث عليهما فذاك وإن حُمِلَ على صعقة الموت عند نفخ


(١) (لا): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق مع المنهاج.
(٢) في (ع): فلأن.
(٣) في (ظ): من.
(٤) في (الأصل): كان، وما أثبته من (ع، ظ، المنهاج).
(٥) في (ع): فإن.
(٦) في (الأصل): جمع، وتصويبه من (ع، ظ، المنهاج).
(٧) في (الأصل): البقاء، وتصويبه من (ع، ظ، المنهاج).
(٨) في (ظ): وهذا.
(٩) أخرجه البخاري في صحيحه ٣/ ١٢٤٥، ح ٣٢١٧؛ ومسلم بمعناه ٤/ ١٨٤٣، ح ٢٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>