للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهداء كان الأنبياء (١) بذلك أحق وأولى أنه قد صح عن النبي : "أن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء" (٢)، وأن النبي قد اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس، وفي السماء، وخصوصًا بموسى ، وقد أخبرنا بما يقتضي أن الله يرد عليه روحه حتى يرد السلام على (٣) كل من يسلم عليه (٤) إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غُيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء (٥)، وذلك كالحال في الملائكة فإنهم موجودون أحياء ولا يراهم أحد من نوعنا إلا من خصه [الله] (٦) بكرامة (٧) من أوليائه، وإذا تقرر أنهم أحياء فإذا نفخ في الصور نفخة الصعق صعق كل من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فأما صعق غير الأنبياء فموت، وأما صعق الأنبياء فالأظهر أنه غشية، فإذا نفخ في الصور نفخة البعث فمن مات حيي، ومن غشي عليه أفاق؛ ولذلك قال (٨) في صحيح مسلم (٩) والبخاري (١٠): "فأكون أول من يفيق"، وهي رواية صحيحة وحسنة، فنبينا أول من يخرج من قبره قبل الناس كلهم الأنبياء وغيرهم إلا موسى فإنه حصل له فيه تردد هل بُعث قبله من (١١) غشيته


(١) في (الأصل): فالأنبياء، وما أثبته من (ع، ظ، المفهم).
(٢) أخرجه أبو داود في سننه ١/ ٢٧٥، ح ١٠٤٧؛ والنسائي في المجتبى ٣/ ٩١، ح ١٣٧٤؛ وابن ماجه في سننه ١/ ٣٤٥، ح ١٠٨٥، قال الألباني: صحيح، صحيح ابن ماجه ١/ ١٧٩، ح ٨٨٩.
(٣) في (ظ): حتى يسلم على.
(٤) يشير إلى الحديث الذي رواه أبو داود في سننه: "ما من أحد يسلم علي إلا رد الله روحي حتى أرد عليه السلام" ٢/ ٢١٨، ح ٢٠٤١.
(٥) إن قصد بالحياة هنا الحياة البرزخية فذلك صحيح، فحياة الأنبياء في البرزخ أكمل حياة، وإن قصد بها أنهم أحياء كحياتنا قبل الموت ولكنهم غائبون، فذلك لم يثبت فيه دليل.
(٦) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ، المفهم).
(٧) في (ظ): بكرامته.
(٨) في (ظ): قال رسول الله.
(٩) في صحيحه ٤/ ١٨٤٤، ح ٢٣٧٣.
(١٠) في صحيحه ٤/ ١٧٠٠، ح ٤٣٦٢.
(١١) من هذا الموضع إلى قوله: بأن الله تعالى يميت، قطع في (ع).

<<  <  ج: ص:  >  >>