للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أو بقي على الحالة التي كان عليها قبل نفخة الصعق مفيقًا لأنه حوسب بغشية الطور، وهذه فضيلة عظيمة في حق موسى (١).

ولا يلزم من ثبوت فضيلة أحد الأمرين المشكوك فيهما أفضلية موسى على محمد مطلقًا؛ لأن الشيء الجزئي لا يوجب أمرًا كليًا، والله أعلم.

قال المؤلف : ما اختاره شيخنا هو ما ذكره الحليمي (٢) واختاره في قوله، فإن حمل عليها الحديث فذاك، قال الحليمي (٣): وأما الملائكة الذين ذكرناهم صلوات الله وسلامه عليهم فإنا لم ننف عنهم الموت ولا أحلناه، وإنما أبينا أن يكونوا هم المرادين بالاستثناء من الوجه الذي ذكرناه، ثم قد وردت الأخبار بأن الله تعالى يميت حملة العرش وملك الموت وميكائيل ثم يميت آخر من يميت جبريل ويحييه مكانه ويحيي هؤلاء الملائكة الذين ذكرناهم، وأما أهل الجنة فلم (٤) يأت عنهم خبر، والأظهر (٥) أنها دار الخلد فالذي يدخلها لا يموت فيها أبدًا مع كونه قابلًا للموت، فالذي خُلِقَ (٦) فيها أولى أن لا يموت فيها أبدًا؛ وأيضًا فإن الموت لقهر المكلفين ونقلهم من دار إلى دار وأهل الجنة لم يبلغنا أن عليهم تكليفًا، فإن أعفوا عن الموت كما أعفوا عن التكليف لم يكن بعيدًا، فإن قيل فقد قال تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾ [القصص: ٨٨]، وهو يدل على أن (٧) الجنة نفسها تفنى، ثم تعاد ليوم الجزاء فما أنكرتم أن يكون الولدان والحور يُماتون (٨) ثم يُحيون؟ قيل: يحتمل أن يكون معنى قوله: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾: ما من (٩) شيء


(١) نهاية كلام أبي العباس أحمد بن عمر.
(٢) انظر: المنهاج ١/ ٤٣٢ - ٤٣٣.
(٣) من قوله: واختاره في قوله، إلى هذا الموضع ليس في (ظ)، والقول للحليمي في المنهاج ١/ ٤٣٢.
(٤) في (ظ): فلما.
(٥) (وأما أهل الجنة فلما يأت عنهم خبر، والأظهر): ليست في (ع).
(٦) جملة: للموت، فالذي خُلِقَ، طمس في الأصل، وتوضيحه من (ع، ظ، والمنهاج).
(٧) (أن): ليست في (ظ).
(٨) في (ظ): يموتون.
(٩) في (ع، ظ): أي ما من.

<<  <  ج: ص:  >  >>