للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى يقع مغشيًا عليه، ويحضرون شيئًا يأكلونه، هل الحضور معهم جائز أم لا أفتونا مأجورين؟.

الجواب: يرحمك الله مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، ما الإسلام إلا كتاب الله وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد فأول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذ لهم عجلًا جسدًا له خوار، قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون، فهو دين الكفار وعباد العجل، لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطل، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين وبالله التوفيق" (١).

وقد مرّ بنا إنكار المؤلف على الصوفية في فهمهم الخاطئ للزهد والتقشف (٢)، ومع ذلك فللقرطبي عاطفة زائدة بعض الشيء حملته على اعتقاد إحياء والدي النبي وإيمانهما به، كما سيأتي في موضعه في كتاب التذكرة (٣) إن شاء الله تعالى.

- كما سَلِمَت عقيدة القرطبي من عقائد الرافضة وغلوهم في آل البيت، بل قد رد عليهم في مواضع من تفسيره منها قوله:

"كان عمر أول من أظهر إسلامه وقال لا نعبد الله سرًا، وفي ذلك نزلت: ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (٦٤)[الأنفال: ٦٤]، فدلت الآية على رد قول من قال إن النبي كتم شيئًا من أمر الدين تقية وعلى بطلانه، وهم الرافضة، ودلت على أنه لم يُسر إلى أحد شيئًا من أمر الدين؛ لأن المعنى بلغ جميع ما أنزل إليك ظاهرًا ولولا هذا ما كان في قوله ﷿: ﴿وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ﴾ [المائدة: ٦٧] فائدة" (٤).


(١) المصدر السابق ١١/ ١٥٨ الفقرات ٢٣٧، ٢٣٨، باختصار.
(٢) انظر: ص (٢٩).
(٣) انظر: ص (١٣٨).
(٤) الجامع لأحكام القرآن ٦/ ١٥٧ فقرة ٢٤٢، وانظر: المرجع السابق ٥/ ١٣ فقرة ١٧، ٦/ ٢١ فقرة ٢٩، ١٨/ ٢٢ - ٢٣ فقرة رقم ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>