للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبي في قوله ﷿: ﴿إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٢)[الانشقاق: ١ - ٢] قال: فقال رسول الله : "أنا أول من تنشق عنه (١) الأرض فأجلس جالسًا في قبري فيفتح لي باب إلى (٢) السماء بحيال رأسي حتى انظر إلى العرش، ثم يفتح لي باب من تحتي حتى انظر إلى الأرض السابعة حتى انظر إلى الثرى، ثم يفتح لي باب عن يميني حتى انظر إلى الجنة ومنازل أصحابي، وأن الأرض حُرِكت (٣) تحتي فقلت لها: ما بالك أيتها الأرض؟ قالت: إن ربي أمرني أن ألقي ما في جوفي وأن أتخلى، فأكون كما كنت إذ لا شيء فيّ، فذلك قول الله ﷿: ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ (٥)[الانشقاق: ٤ - ٥]، أي سمعت وأطاعت، وحق لها أن تسمع وتطيع، يا أيها، الإنسان، قال رسول الله : أنا ذلك الإنسان".

وروي في تفسير قوله تعالى: ﴿يَاأَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (٢٧) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً (٢٨)[الفجر: ٢٧ - ٢٨]، أن هذه (٤) خطاب للأرواح بأن ترجع إلى أجسادها، ﴿إِلَى رَبِّكِ﴾ إلى صاحبك (٥)، كما تقول: رب الغلام، ورب الدار، ورب الدابة أي: صاحب الغلام، وصاحب الدار، وصاحب الدابة: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩)[الفجر: ٢٩] أي: في أجسادهم من مناخرهم، كما ورد في الخبر المتقدم.

وقد روي أن الله تعالى خلق الصُوْرَ حين فرغ من خلق السموات والأرض، وأن عظم دارة فيه (٦) كغلظ السموات والأرض، وفي حديث أبي هريرة: "والذي نفسي بيده إن عظم دارة فيه كعرض السماء والأرض" (٧)


(١) من هذا الموضع طمس في بعض الكلمات والأحرف في الأصل إلى قوله: قد صاروا حممًا.
(٢) (إلى): ليست في (ع).
(٣) في (ع، ظ): تحركت.
(٤) أي هذه الآية، وفي (ع، ظ): هذا.
(٥) انظر تفسير الطبري ٣٠/ ١٩١.
(٦) في (ع): دارته.
(٧) رواه إسحاق بن راهويه في مسند ١/ ٨٥، ح ١٠؛ وأبو الشيخ في كتاب العظمة ٣/ ٨٢٣، ح ٣٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>