للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد، ثم تدخل في الخياشيم فتمشي في الأجساد مشي السم في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنكم، وأنا أول من تنشق الأرض عنه، فتخرجون منها شبابًا (١) كلكم أبناء ثلاث وثلاثين واللسان يومئذ بالسريانية (٢): سراعًا ﴿إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ﴾، ﴿مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ (٨)[القمر: ٨]، ﴿ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ﴾ [ق: ٤٢]، ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾ [الكهف: ٤٧]، فتوقفون في موقف عراة غلفًا غرلًا مقدار سبعين عامًا لا ينظر الله إليكم ولا يقضي بينكم، فتبكي الخلائق حتى تنقطع الدموع، ثم تدمع دمًا، [ويعرقون] (٣) حتى تبلغ منهم الأذقان ويلجمهم، فيضجون ويقولون: من يشفع لنا إلى ربنا"، وساق الحديث بطوله في الشفاعة، وسيأتي (٤) حديث الشفاعة من (٥) صحيح مسلم وغيره إن شاء الله تعالى.

وخرّج الختلي أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم في كتاب الديباج له: حدثني أبو بكر خليفة بن الحارث بن خليفة (٦)، ثنا محمد بن جعفر المدائني عن سلام بن مسلم الطويل عن عبد الحميد عن نافع عن ابن عمر عن


(١) في (ع، ظ): شبانًا.
(٢) قال شيخ الإسلام ابن تيمية : سأل سائل: بماذا يخاطب الناس يوم البعث؟ فأجبته بعد الحمد لله رب العالمين: لا يُعْلم بأي لغة يتكلم الناس يومئذٍ، ولا بأي لغة يسمعون خطاب الرب جل وعلا؛ لأن الله تعالى لم يخبرنا بشيء من ذلك ولا رسوله ، ولم يصح أن الفارسية لغة الجهنميين ولا أن اللغة العربية لغة أهل النعيم الأبدي، ولا نعلم نزاعًا في ذلك بين الصحابة ، بل كلهم يكفون عن ذلك، لأن الكلام في مثل هذا من فضول القول، ولكن حدث في ذلك خلاف بين المتأخرين، فقال ناس: يتخاطبون بالعربية، وقال آخرون: إلا أهل النار فإنهم يجيبون بالفارسية وهي لغتهم في النار، وقال آخرون: يتخاطبون بالسريانية؛ لأنها لغة آدم وعنها تفرعت اللغات، وقال آخرون: إلا أهل الجنة فإنهم يتكلمون بالعربية. وكل هذه الأقوال لا حجة لأربابها لا من طريق عقل ولا نقل، بل هي دعاوى عارية من الأدلة، والله أعلم وأحكم. مجموع الفتاوى ٤/ ٣٠٠ - ٣٠١.
قلت: ومصادر التخريج التي جاءت بنحو هذه الرواية ليس فيها جملة: واللسان يومئذٍ بالسريانية، التي جاءت في هذه الرواية.
(٣) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(٤) ص (٥٩٩).
(٥) في (ع): في.
(٦) (بن خليفة): ليست في (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>