للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن الحوامل إذا بعثن (١) أسقطن من فزع يوم القيامة الأحمال التي كانت أحياء فماتت بموت أمهاتها أحياء، ثم لا يمتن بالإسقاط. لأن الموت لا يتكرر عليهن مرتين؛ لأنه لا موت في القيامة وإنما هو يوم الحياة (٢). ثم يحتمل أن يحيي الله كل حمل كان قد أتم خلقه ونفخ فيه الروح، ويسويه ويعدله، فإن الأم تذهل عنه ولو لم تذهل ما قدرت على أرضاعه لأنه لا غذاء لها يومئذ (٣) ولا لبن واليوم يوم الحساب، لا يقبل فيه أحد (٤) عذر ولا علة، فكيف تُخلى والاشتغال بالولد مع ما عليها من الحساب، وهي بصدده من الجزاء، والحمل الذي لم ينفخ فيه الروح (٥) قط إذا سقط يكون مع (٦) الوحوش ترابًا، ولم يبتدأ إحياؤه لأن اليوم يوم الإعادة. فمن لم يمت في الدنيا لم يحيى في الآخرة، قاله الحليمي في منهاج الدين (٧).

وقال الحسن (٨) في قوله تعالى: ﴿وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى﴾ أي من العذاب والخوف، وما بسكارى من الشراب، وما (٩) يبين ما قلناه: أن إبليس قال: ﴿أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الأعراف: ١٤]، فسأل النظرة والإمهال إلى يوم البعث والحساب، طلب أن لا يموت لأن البعث لا موت بعده، فقال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ﴾ [الأعراف: ١٥]، قال ابن عباس (١٠) والسدي (١١) وغيرهما: أنظره إلى النفخة الأولى حيث يموت الخلق كلهم، وكان طلب الإنظار إلى النفخة الثانية حيث يقوم الناس لرب العالمين فأبى الله ذلك عليه.

قال المؤلف : وما وقع في هذا الحديث من انشقاق (١٢) السماء،


(١) (الأصل): تعبن والتصويب من (ع، ظ).
(٢) في (ع): وإنما هو يوم الحياة وتضع الحوامل حملها.
(٣) في (ع): لأنه لا غذاء يومئذ لها.
(٤) (أحد): ساقطة من (ظ).
(٥) (الروح): ليست في (ع، ظ).
(٦) في (ع): من.
(٧) في (ظ): في كتاب منهاج الدين، وهو فيه ١/ ٤٤٨.
(٨) ذكر قوله الطبري في تفسيره ١٧/ ١١٥.
(٩) في (ع): ومما.
(١٠) ذكر قوله ابن أبي حاتم في تفسيره ٧/ ٢٢٦٤، ح ١٢٣٨٤.
(١١) ذكر قول السدي الطبري في تفسيره ٨/ ١٣٢.
(١٢) في (الأصل): انتقال، والتصويب من (ع، ظ).

<<  <  ج: ص:  >  >>