للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجنة وهؤلاء يكونون مشاة على أقدامهم، وقد يحمل (١) على هذا قد يمشوا (٢) وقتًا ثم يركبوا، أو يكونوا ركبانًا، فإذا قاربوا المحشر نزلوا فمشوا ليتفق الحديثان.

والصنف الثالث: المشاة على وجوههم، هم الكفار وقد يحتمل أن يكونوا ثلاثة أصناف: صنف مسلمون، وهم ركبان وصنفان من الكفار أحدهما العتاة وأعلام الكفر، فهؤلاء يحشرون على وجوههم، والآخرون الأتباع فهم يمشون على أقدامهم.

قال المؤلف : وإلى هذا القول ذهب أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة (٣) في قوله : كيف يحشر الناس يا رسول الله؟ قال: "اثنان على بعير، وخمسة على بعير، وعشرة على بعير" (٤)، هذا الحديث والله أعلم أن قومًا يأتلفون في الإسلام برحمة الله يخلق الله (٥) لهم من أعمالهم بعيرًا يركبون عليه، وهذا من ضعف العمل لكونهم يشتركون فيه، كقوم خرجوا في (٦) سفر بعيد وليس مع (٧) واحد منهم ما يشتري به مطية توصله، فاشترك في ثمنها رجلان أو ثلاثة، وابتاعوا مطية يتعاقبون عليها في الطريق، ويبلغ بعيرٌ مع عشرة، فاعمل هداك الله عملًا يكون لك به بعير خالص من الشركة. واعلم أن ذلك هو المتجر الرابح، فالمتقون وافدون كما قال الجليل (٨): ﴿نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾، وفي غريب الرواية (٩) أن رسول الله قال يومًا لأصحابه: "كان رجل من بني إسرائيل كثيرًا ما يفعل الخير حتى أنه ليحشر فيكم، قالوا له: وما كان يصنع؟ قال: ورث من أبيه مالًا كثيرًا فاشترى بستانًا فحبسه


(١) في (ع، ظ): يحتمل.
(٢) في (ع، ظ): أن يمشوا.
(٣) ص (٦٠ - ٦١).
(٤) أخرجه النسائي في المجتبى ٤/ ١١٥، ح ٢٠٨٥؛ وابن حبان في صحيحه ١٦/ ٣٣١، ح ٧٣٣٦، صححه الألباني، انظر: صحيح سنن النسائي ٢/ ٤٤٨، ح ١٩٧٢.
(٥) (لفظ الجلالة): ليس في (ع، ظ).
(٦) في (الأصل): من، والتصويب من (ع، ظ، كشف علوم الآخرة).
(٧) في (ع): منهم.
(٨) في (ظ): قال الجليل .
(٩) لم أجد هذه الرواية، وذكرها أبو حامد ضمن هذا النص.

<<  <  ج: ص:  >  >>