للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: "يحشر عشرة أصناف من أمتي أشتاتًا، قد ميزهم الله من جماعات المسلمين وبدل صورهم فمنهم على صورة (١) القردة، وبعضهم على صورة (٢) الخنازير، وبعضهم منكسين أرجلهم أعلاهم ووجوههم يسحبون عليها، وبعضهم عُمْيّ يترددون، وبعضهم صم بكم لا يعقلون، وبعضهم يمضغون ألسنتهم مدلاة على صدورهم يسيل القيح من أفواههم لعابًا يقذرهم أهل الجمع، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم، وبعضهم مصلبين على جذوع من النار وبعضهم أشد نتنًا من الجيف (٣)، وبعضهم يلبسون جلابيب سابغة من القطران، فأما الذين على صور (٤) القردة فالقتّات من الناس، يعني النمّام، وأما الذين على صور (٥) الخنازير فأهل السحت والحرام، والمكس، وأما المنكسون رؤوسهم ووجوههم فأكلة الربا، والعمي فمن (٦) يجور في الحكم، والصم البكم الذين يعجبون بأعمالهم، والذين يمضغون ألسنتهم فالعلماء والقصاص الذين يخالف قولهم فعلهم، والمقطعة أيديهم وأرجلهم فالذين يؤذون الجيران، والمصلبين على جذوع من النار فالسعادة بالناس إلى السلطان، والذين هم أشد نتنًا من الجيف فالذين يتمتعون بالشهوات، واللذات ويمنعون حق الله من أموالهم، والذين يلبسون الجلابيب فأهل الكبر والفخر والخيلاء (٧).

وقال أبو حامد في كتاب كشف علم الآخرة (٨): ومن الناس من يحشر بفتنته الدنيوية فقوم مفتونون بالعود، معتكفون عليه دهرهم، فعند قيام أحدهم من قبره فيأخذه (٩) بيمينه فيطرحه من (١٠) يده، ويقول: سحقًا لك شغلتني عن ذكر الله فيعود إليه، ويقول: أنا صاحبك حتى يحكم الله بيننا وهو خير


(١) (ظ): صور.
(٢) في (ظ): صور.
(٣) في (ظ): الجيفة.
(٤) في (ع، ظ) صورة.
(٥) في (ع): صورة.
(٦) في (ع): من.
(٧) ذكر هذا النص القرطبي في تفسيره أيضًا ١٩/ ١٧٥، ولم يعزه لأحد.
(٨) ص (٦٤ - ٦٥).
(٩) في (الأصل): فيأخذ، وما أثبته من (ع، ظ، كشف علوم الآخرة).
(١٠) في (ع): في.

<<  <  ج: ص:  >  >>