للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعدها تضع، وإنما خص العشار بالذكر لأنها أعز ما تكون على العرب فأخبر أنها تعطل يوم القيامة، ومعناه أنهم إذا قاموا من قبورهم وشاهد (١) بعضهم بعضًا ورأوا الوحوش والدواب محشورة، وفيها عشارهم (٢) التي كانت أنفس أموالهم لم يعبئوا بها ولم يهمهم أمرها (٣)، ويحتمل تعطيل العشار إبطال الله تعالى أملاك الناس عما كان ملكهم إياها في الدنيا، وأهل (٤) العشار يرونها ولا يجدون إليها سبيلًا (٥)، وقيل: العشار: السحاب، تعطل مما يكون فيه، وهو الماء فلا تمطر، وقيل: العشار الديار تعطل فلا تسكن، وقيل: الأرض التي يُعشّر زرعها تعطل فلا تزرع، والقول الأول أشهر (٦)، وعليه من الناس الأكثر.

وقوله: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ (٥)[التكوير ٥] أي جمعت، والحشر: الجمع، وقد تقدم (٧)، [ويأتي (٨)] (٩).

وقوله: ﴿وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ (٦)[التكوير: ٦] أي أوقدت فصارت نارًا، رواه الضحاك عن ابن عباس (١٠) ، وقال قتادة: غار ماؤها فذهب (١١)، وقال الحسن (١٢) والضحاك (١٣): فاضت، قال ابن أبي زمنين: سجرت حقيقة (١٤) ملئت فيفضي بعضها إلى بعض فتصير شيئًا واحدًا، وهو معنى قول الحسن.


(١) في (ظ): ورأى.
(٢) في (ع): عشايرهم.
(٣) هذا من قول الحليمي في كتابه المنهاج ١/ ٤٥٠.
(٤) في (ع، ظ): فأهل.
(٥) هذا كلام الحليمي في كتابه المنهاج ١/ ٤٥٠.
(٦) في (ع): مشهور.
(٧) ص (٥١٥).
(٨) ص (٦٥١).
(٩) ما بين المعقوفتين من (ع، ظ).
(١٠) ذكر الطبري قوله في تفسيره ٣٠/ ٦٨ بنحوه.
(١١) رواه الطبري في تفسيره ٣٠/ ٦٨.
(١٢) المشهور عن الحسن أنه يفسر ﴿سُجِّرَتْ﴾ بمعنى يبست وغار ماؤها، انظر: صحيح البخاري كتاب التفسير ٤/ ١٨٨٣؛ وتفسير الطبري ٣٠/ ٦٨.
(١٣) ذكر الطبري قوله في تفسيره ٣٠/ ٦٨.
(١٤) في (ع): حقيقته.

<<  <  ج: ص:  >  >>