للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال علماؤنا (١): واعلم أن كل ميت مات فقد قامت قيامته، ولكنها قيامة صغري وكبرى، فالصغرى هي ما يقوم على كل إنسان في خاصته من خروج روحه وفراق أهله (٢) وانقطاع سعيه وحصوله على عمله، إن خيرًا فخيرًا وإن شرًا فشرًا، والقيامة الكبرى هي التي تعم الناس وتأخذهم أخذة واحدة. والدليل على أن كل ميت يموت فقد قامت قيامته قول النبي لقوم من الأعراب وقد سألوه متى القيامة، فنظر إلى أحدث إنسان منهم فقال: "إن يعش هذا لم يدركه الهرم قامت (٣) عليكم ساعتكم" خرّجه مسلم (٤) وغيره (٥)، وقال الشاعر (٦):

خرجت من الدنيا وقامت قيامتي … غداة أقلّ الحاملون جنازتي

وعجَّل أهلي حفر قبري وصيَّروا … خروجي وتعجيلي إليه كرامتي

كأنهم لم يعرفوا قط سيرتي … غداة أتي يومي علي وساعتي

ومنها: يوم النفخ (٧)، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ﴾ [الأنعام: ٧٣] وقد مضى القول فيه.

ومنها: يوم الزلزلة ويوم الراجفة، قال الله تعالى (٨): ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧)[النازعات: ٦ - ٧] وقد تقدم (٩).

ومنها: يوم الناقور، لقوله: ﴿فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨)[المدثر: ٨]، وقد تقدم (١٠) القول فيه والحمد لله.


(١) القائل هو أبو محمد عبد الحق في كتاب العاقبة له ص (٢٥٤).
(٢) (وفراق أهله): ليست في (ع، ظ)، والأصل متوافق العاقبة.
(٣) في (الأصل): وقامت، والتصويب من (ع، وصحيح مسلم)، وفي (ظ): حتى قامت.
(٤) في صحيحه ٤/ ٢٢٦٩، ٢٩٥٢.
(٥) وأخرجه البخاري في صحيحه ٥/ ٢٣٨٧، ح ٦١٤٦؛ وابن أبي شيبة في مصنفه ٧/ ٥٠٢، ح ٣٧٥٥٩.
(٦) لم أقف على من ذكره.
(٧) في (ظ): يوم النفخة.
(٨) (ويوم الراجفة، قال الله تعالى): ساقطة من (ظ).
(٩) ص (٥١٤).
(١٠) ص (٤٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>